الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أثر للوساوس والشك والأوهام على رابطة الزوجية

السؤال

أرجوكم الإهتمام بحالتي جزاكم الله خيرا ياشيخ أنا موسوس من السابق ومرة قرأت في الإنترنت أن شخصا حلف يمين (طلاق ) على ألا يعيد شِئا من أمور الوسواس ولكن وسواسه والشيطان مالبث أن جعله يعيد ففارق زوجته وكاد يتلف بفراقها .. ومن يوم قرأت هذه القصة وأنا في هم وغم وضيق من وساوس الطلاق التي تأتيني حيث أني إذا أردت أن أفعل شيئا أو لا أريد أن أفعل شيئا يرتبط في ذهني مباشرة أني أريد أن أحلف يمين طلاق والعياذ بالله, أو أريد أن أعلق طلاقا على فعلي لأمر ما أو تركه, وأحيانا تختلط عندي الأمور فأقول :قد قلت شيئا من ذلك بالفعل, فإذا أردت أن أفعل شيئا أتردد خوفا من أن أكون قلت شيئا, حيث أن الفكرة تأتي لتلحقها فكرة أخرى يأتيني إحساس أن كلمة أو حرفا مشى على لساني ولا أتأكد أن شيئا لم يخرج على لساني إلا عندما أتكلم حتى أشغل لساني وقت التفكير حتى لا أشك أني نطقت شيئا, ومرة من المرات وأنا أتوضأ جاءتني رغبه قوية أن لا أعيد غسل أي عضو أكثر من مرة, وأنا موسوس طبعا يعني أحيانا مرات تجدني عالقا لا أستطيع إبعاد يدي عن الماء رغما عني, المهم أصبحت أقول يا أخي ممكن يكون مجرد خاطرة فقط وأرجع وأقول إنها ليست خاطرة إنها خرجت على لسانك والدليل الحزن والهم الذي أصابك منها, وأحيانا تأتيني الوساوس في أمر الذنب مثلا :فعل ذنب معين, كنظرة بالخطأ إلى أمر بالتلفاز وغيرها التي تحتاج لمجاهدة النفس, يتدخل الوسواس فيها وأنا أتضايق منها لأني لا أدري متى أكون قويا ومتى أكون ضعيفا, وقد أفعل الذنب بالفعل لكن يكون بعده ندم واستغفار وإكثار من العمل الصالح ولكن أتضايق عندما ترتبط به الوساوس آنفة الذكر, والآن ياشيخ أصبحت من أجل أن لا أعيد شيئا وأوقف التفكير في أمر أقول :علي نذر صيام يوم حتى أردع نفسي عن هذا النوع من الوساوس والذي ماشي معي الآن مدة سنة كاملة (وساوس الطلاق )( جاءني بعد قراءتي للنص )وأنا أحب زوجتي يا شيخ ومنذ زمن وتزوجتها منذ شهر وبإذن الله التفاهم موجود بيننا .ألخص كل ذلك في الأسئلة التالية :1- هل أنا معذور إذا جرى على لساني شيء من هذه الوساوس ؟ حيث كما أسلفت أشعر بهم وغم ؟2- هل أنا مطلوب أن أوفي بالنذر ؟ 3- بشكل عام هل الإنسان إذا جرى في باله أمر ثم نطق بالكلمة ( الطلاق ) والعياذ بالله حيث أن الشرط لم ينطق به وقد جرى في باله فقط ولم تخرج على لسانه الكلمة ( الطلاق ) نصا كما هي مكتوبة الآن هل في ذلك أثر على علاقته الزوجية ؟ علما أنه لوحده زوجته ليست معه . 4- هل الإنسان إذا كتب كلمة الطلاق مثل ماكتبتها أنا الآن وأنا اسألكم ثم جالت في باله وساوس طلاق مثل ما يحدث معي عندما أقرأهذه الكلمة أو اكتبها مالحكم ؟ ختاما هل أعيش مع زوجتي وأعرض عن هذه الوساوس وأنسى القول الذي يراودني في بالي أنك تعيش بالحرام مع زوجتك, فيسبب لي الحزن وعدم الاحساس بالعاطفة الزوجية والهم, وأيضا أنا الآن أكتب لكم من الشركة التي أعمل فيها والتي قرروا فصلي نظرا لما رأوه أني لا أركز على عملي, وبالفعل أنا أعترف أني كثير السرحان والتفكير بكل كلمة أقولها أكتبها أقرأها أو عندما أغضب يخيل إلى أنا سأقول شيئا لاينبغي, ولا أستمتع بالذهاب للعمل وأريد أن أكون نائما في البيت حتى لا أرى أحدا, وأنا مسافر لليمن قريبا وأنا خائف ما حكم علاقتي بزوجتي؟ علما أني أقوم بالاستخارة فيما يخص ذهابي لليمن, ردوا علي بإجابات شافية بإذن الله وأرجوكم أن تبتعدوا عن عبارات إن كنت وإن كنت لأني أظل في شك وقلق وأقول هل كنت هل كنت وغيرها من الوسواس.
وجزاك الله خير الجزاء

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الوسواس إذا وصل بصاحبه إلى حد يشك معه في تصرفاته من طلاق ونحوه ، فلا يلتفت إلى هذا الوسواس لأن اليقين لا يزول بالشك والأصل براءة الذمة ، فتبقى زوجته في عصمته والتي ثبتت بيقين ، فلا تفك عراها بالشك .

فنوصيك بعدم اعتبار شيء من هذه الوساوس ، وممارسة حياتك مع زوجتك كأن شيئاً لم يكن ، والواجب عليك مدافعة هذه الوساوس وعدم الاسترسال معها لئلا يترتب عليها من العواقب ما لا تحمد ، وراجع في وسائل علاج الوسواس القهري فتوانا رقم : 3086 ، وأما هذا النذر والذي قصدت به منع نفسك من الوساوس فهو نذر لجاج وغضب ، تجزي فيه كفارة يمين ، وراجع الفتوى رقم : 13349 .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني