السؤال
أنا شاب أبلغ من العمر 25, وأبي عليه ديون أكثر من ثلاث مئة ألف ريال قطري 300000 وليس عندي سوى راتب شهري 2000 وانأ خاطب وأريد الزواج لم أجد طريقة لكي أخلص أبي من الديون, وكل أصدقائي يقولون لي الطريقة الوحيدة هي أن أتخذ قرضا من البنك وأدخل البورصة لكي أحل مشكلة أبي ومشكلتي, والبعض قال لي استخر الله وتوكل فلا أعلم ماذا افعل! هل هذا حلال أم حرام في حالة الاضطرار؟ وإذا حرام ماهو الحل إذا؟ أرجوكم أن تساعدوني في هذه المشكلة وصبرت الكثير وتعبت من التفكير ولا أريد الحرام أرجو الرد على الايميل في أسرع وقت ممكن إذا سمحتم.
والله ولي التوفيق
وشكراً
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن القروض الربوية لا يجوز أخذها إلا في حال ضرورة ملجئة لا يمكن دفعها إلا بأخذ تلك القروض، وليس سداد الديون المستحقة بضرورة تبيح ذلك؛ لأن الله جل وعلا ألزم الدائن إن كان دينه على معسر بأن ينتظر حال يسره؛ بل أرشده إلى أن عفوه عن أصل الدين والتصدق به على المدين المعسر خير له. قال تعالى: وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ {البقرة: 280}.
وعليك أن تنتبه إلى أن شأن الربا عند الله عظيم، فهو إعلان حرب مع الله. قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ {البقرة: 278-279}
وما دام الضرر من جراء هذا الدين منتفيا عن أبيك فلا نرى لك ولا له سعة في الاقتراض بالربا المحرم لأجل سداد الدين كما أسلفنا.
أما عن الدخول في البورصة للمتاجرة في الأسهم والسندات ونحوهما فالغالب أنه لا يخلو من محرم لعدم التزام البورصة بالضوابط الشرعية في معاملاتها. وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 10779.
وكذا ينبغي التنبه إلى أن بعض الشركات المساهمة تمارس نشاطا محرما، أو تضع أموالها في بنوك ربوية لأجل الحصول على فوائد ربوية ولو كان أصل نشاطها مباحا. وقد بينا حكم ذلك في الفتوى رقم: 28305.
وبناء على ما ذكرنا يمكنك التعرف على ما يحل وما يحرم مما أردت السؤال عنه، فإذا لم يتيسر لك إلى سداد دين والدك سبيل، فإننا نوصيك بأن تتجمل بالصبر. والله تعالى نسأل أن يفرج عنك وعن والدك. وراجع الفتوى رقم: 3099.
والله أعلم.