الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دلالة تقديم المال في حديث "تنكح المرأة لأربع.."

السؤال

(تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)فأريد أن أعرف ما الغرض من ذكر المال في أول الحديث، فهنا فضل المال عن الحسب والنسب والجمال, فماذا يعطي المال للمرأة أكثر من الحسب والنسب والجمال، فما الحكم في من فضل في شريكة حياته الدين والجمال والحسب أولا عن المال؟ وشكرا لحضراتكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذا الحديث يفيد أن عادة الناس أن يرغبوا في المرأة ويختاروها لإحدى خصال أربع وهي: المال والحسب والجمال والدين، وأن اللائق بذوي المروءات وأرباب الديانات أن يكون الدين مطمح نظرهم فيما يأتون ويذرون، لا سيما فيما يدوم أمره ويعظم خطره.

فلذلك حث المصطفى صلى الله عليه وسلم بآكد وجه وأبلغه، فأمر بالظفر بذات الدين الذي هو غاية البغية، ومنتهى الاختيار والطلب، وإذا انضاف إلى الدين المال والحسب والجمال كان ذلك أحسن، وإلا فإن الدين أولى وأجدر بالحظوة والمتابعة.

فذكر المال إذاً في أول الصفات التي تنكح لها المرأة ليس لأنه هو أهمها، وإنما وردت الخصال متعاطفة بالواو الذي لا يفيد الترتيب، دلالة على أن المقصود أولاً هو حصر الصفات، ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم أولاها بالاعتبار بقوله: فاظفر بذات الدين تربت يداك.

وعليه؛ فمن فضَّل في اختيار شريكة حياته الدين على سائر الخصال الأخرى فقد أصاب، ولا شك أنه مصيب بالأولى إذا كان مع الدين الجمال والحسب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني