الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وضعك يدور بين الوسواس والابتلاء

السؤال

ماهو الابتلاء في الدين الذي يحمد الناس عليه الله أن سلمهم منه؟ وهل المبتلى في دينه هو شخص غضب الله عليه وإن كان يحب الله ويتمنى أن يحسن طاعته ويدعو الله أن يفرج عنه؟ كل الأمور التي ترتبط بعبادتي كصلاتي وصيامي أعاني فيها بشكل كبير وتسبب لي مشقة أحيانا لا يمكن وصفها ...ليس الأمر مرتبطا بالشيطان وشهوات النفس ولكن الأمر متعلق بأمراض تعرقل عبادتي وتجعلها شاقة ومؤلمة!!! أضرب مثلا على ذلك: أعاني من خروج الريح في أيام معينة وأوقات معينة . وكلما قررت الصلاة يشتد خروجها أوإن كنت في بيت ناس ويحرجني إعادة الوضوء مرارا وتكرارا اوإن كنت أريد الصلاة والخروج فوراً...وليس الأمر وسوسة فأنا أجد لهل ريحا وصوتا ...والأدهى والأمر هو أنه عندما أقرر أن لا أعيد صلاتي حتى وإن خرج الريح ... تتوقف الغازات ولا تخرج مطلقا إلا بعد خروج الوقت مما يؤلمني والأعجب إن قررت عكس ذلك وأعدت الوضوء فأنه بمجرد وقوفي أمام المصلى ينتقض وضوئي... وقد أضطر لإعادة الوضوء أحيانا 3 و4 مرات قبل أن أصلي على طهارة ...وإن قررت الانتظار حتى تخرج معدتي كل الغازات فإنها تتوقف ولا يخرج شيء ...وكأني كنت أكذب ......أقسم بالله العظيم رب العرش العظيم أن هذا يحدت وإني لا أوسوس لأني أجد لها صوتا وأحيانا ريحا ....معدتي تتصرف كأنها سلطت علي أو كأنها تنال مني إن قمت للصلاة بدأت.. وإن توقفت توقفت عن ذلك ...كأن أحدا سلطها علي!! .. مع العلم أنني إلى الآن أتمكن من الصلاة على طهارة ولكن بعد ألم نفسي لا يعلمه إلا الله أضف إلى ذلك أنني أعاني من وساوس تسب الذات الإلهية وكل الناس ولا أملك الخشوع في صلاتي مطلقا كلما قررت القيام بعبادة عرقلت أمامي بشكل كبير ...فإن قررت الصيام مثلا فذلك اليوم لا يتوقف فمي عن نزف الدم مع العلم أنه قد يكون له شهر لم ينزف دما !!.... وهكذا تجري الأمور ولا تقل لي إن للشيطان علاقة بنزف الدم هذا كذلك الذين تقدمو لخطبتي وكانو متدينن أو محبين للالتزام ذهبوا ولم يتم الارتباط للأسباب في أغلبها عادية!! وعلى العكس تماما فكل باب للمعصية ميسر لي ومفتوح بشكل رائع فقط أشترك!! المشكلة هي أنني لم أجد تفسيرا منطقيا لهذا وبدأت أصلي وأقرأ القرآن ولكن بدون رغبة ..مجرد فرض أؤديه كما أنني بدأت أؤخر صلاتي .هل تصدق أن استعدادي للصلاة يستغرق ساعة بينما صلاتي لا تستغرق أكثر من 10 دقائق ....نظراً للغازات والإفرازات التي أعانيها نتجية التهابات وهذه قصتها طويلة ولا رغبة لي في خوضها!! أحيانا أشعر أن الله أغلق الباب فى وجهي وأنه لا يريد أمثالي بدأت أصاب بالقنوط ولم أعد أهتم كثيراً أو أتاثر إن عصيت الله!! والغريب أن صورتي أمام الناس لا زالت جميلة...فتاة مصلية متدينة ...ودائما أي عمل جيد أقوم به يصادف أن يراني شخص حتى ولو بدون علمي ليزداد ألمي هل هذ غضب أم ابتلاء محبة مع العلم أني إلى الآن أحاول الحفاظ على صلاتي وقراءة قرآني ...حتى وإن ضاعت مني صلوات فإني أستغفر وأعود من جديد.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالبلاء الذي يصيب العبد على قسمين:

الأول: رفعة له في الدرجات وتطهيراً من الذنوب، وذلك إذا كان المصاب مستقيماً على طاعة الله تعالى.

الثاني: عقوبة وزجراً وفضيحة، وذلك إذا كان المصاب عاصياً متمرداً، وما دمت ملتزمة بالصلاة، فنسأل الله جل وعلا أن يجعل ما أصابك رفعة لدرجاتك ومحوا لذنوبك، ونوصيك بالصبر واللجوء إلى الله بالدعاء والمحافظة على الذكر والطاعات، وأما ما يعتريك من الشعور بنزول رائحة منك إذا أردت القيام إلى الصلاة وعدم الشعور بشيء إذا لم تقومي إليها، والمكث ساعة للطهارة والاستعداد لها وعدم الخشوع بعد الدخول فيها، وكذا الشعور بنزول الدم من الفم إذا نويت الصيام وعدم نزوله إذا لم تنوي الصيام، وكذا الوسوسة في سب الله جل جلاله، وما يتبع ذلك مما ذكر في السؤال كل هذا يدل على أن هناك وسوسة واضحة.

وأصبح هذا الإحساس كالحقيقي، لأن الوهم عند الموسوس قد يصبح حقيقة لا ريب فيها عنده، ولو قدر أن ما ذكر حقيقة لا مراء فيها فهو ابتلاء وامتحان من الله جل جلاله، فاصبري واحتسبي، والتزمي بالرقية الشرعية والمحافظة على الصلاة حسب الاستطاعة، لأن ما بك إما سلس ريح إذا كان مستمراً في الوقت بحيث لا ينقطع وقتاً يسع الصلاة، وإما وسواس فتطهري ثم صلي ولا تلتفتي إلى خروج الريح، وكذا صومي ولا تلتفتي لخروج الدم من الفم، وإذا أحسست به فالفظيه واعلمي أنه لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، وأحسني الظن بالله ولا تيأسي من رحمة الله، فإنه لا ييأس منها إلا الكافرون.

ولا بأس بأن تعرضي نفسك على شيخ صالح يرقي الرقية الشرعية أو طبيب نفساني عسى الله أن يكتب إزالة ما تعانين منه على يدي واحد منهما.

وهناك فتاوى مهمة ننصحك بقراءتها والاستفادة منها، وهي بالأرقام التالية: 27048، 25874، 51601.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني