الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استعمال الدواء الذي يصحح شكل الذكر

السؤال

مسألتي تتلخص أساسا في أن قضيبي عند الانتصاب يعوج وذلك لحادث وقع لي في الصغر. لقد وجدت دواءين يقوم أحدهما بتصحيح الاعوجاج فقط والآخر يصحح ويطول القضيب واستعمال الدواءين بشكل شخصي بدون تدخل المعالج حيث إن قضيبي قصير وهزيل ومنكسر من الجهة اليسرى وطبيعي من الجهة اليمنى هل يجوز شرعا استخدام الدواء إذا نصحني المعالج لحالتي الخاصة باستعمال الصنف الذي يصحح ويطيل القضيب وذلك لتصحيح الانكسار والاعوجاج والقصر من الجانب الأيسر؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن تغيير خلق الله محرم بالكتاب والسنة، فمن الكتاب قوله تعالى حكاية عن إبليس: وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا {النساء: 119}.

وفي الصحيحين من حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله الواشمات والمستوشمات، والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله.

وقد تتبع أهل العلم المسائل التي ورد النهي بشأنها، فوجدت إما خصاء أو نمصا أو وشما ووشرا أو تفليجا للأسنان أو وصلا للشعر ونحو ذلك، فهي كلها أمور تتدخل فيها يد الإنسان، وقد أباح أهل العلم منها ما دعت إليه الضرورة.

فنستنتج إذا من ذلك أن تصحيح شكل الذكر أو زيادة طوله إذا لم يكن يحصل بعملية جراحية، بل بمجرد تناول الأدوية والعقاقير ونحوها، فإنه يكون من باب النمو مما لا دخل ليد الإنسان فيه، وبالتالي فهو إذا مباح ما لم يؤد إلى ضرر آخر.

وعليه، فلا مانع من استعمالك الدواء الذي يصحح شكل القضيب ويطيله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني