الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج من أعمى في ضوء الشريعة

السؤال

ما رأي فضيلتكم في الزواج من رجل أعمى حامل لكتاب الله وخريج دراسات إسلامية ولازال يواصل طلب العلم ومشهود له بحسن الخلق هل تشجعون مثل هذه الزيجة ؟هل يمكن لهذه الإعاقة أن تؤثر سلبا على الحياة الزوجية وخصوصا إذا كانت المرأة ممن يعتمدن على ولي أمرهن في قضاء حوائجهن خارج البيت وممن يلتزمن البقاء في البيت إلا من ضرورة حبا في القرار وبغضا للاختلاط ؟مع العلم أني لا أفتر والحمد لله عن الدعاء دائما بأن يرزقني الله زوجا صالحا حاملا للكتاب والسنة وعاملا بهما فقيها في الدين. وجزاكم الله عنى كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله سبحانه أن يجيب دعوتك ويرزقك زوجا صالحا فقيها في الدين حاملا للكتاب والسنة وعاملا بهما. ثم اعلمي أن العمى عمى القلب؛ كما قال تعالى: فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ {الحج: 46}. ورب أعمى العينين مبصر القلب، ورب مبصر العينين أعمى القلب. فإذا كان هذا الرجل على ما وصفت من كونه حافظا لكتاب الله ومن طلبة العلم ومشهود له بحسن الخلق، فاستخيري الله واستشيري أهل الرأي، فإذا انشرح صدرك للأمر فاقدمي عليه، ونسأل الله أن يكون فيه الخير.

وأما هل يمكن أن تؤثر هذه الإعاقة سلبا على حياتكم الزوجية.. فحسب معرفتنا لأناس مكفوفين فإنهم ناجحون في حياتهم الزوجية ولم تؤثر إعاقتهم على حياتهم، وزوجاتهم سعيدات بهم وهم سعداء بهن. وما ذكرت من اعتمادك على وليك في قضاء حوائجك وكراهتك للخروج من البيت، فهذا أمر ليس من العسير حله، إذ يمكن أن يكون معكم في البيت صغير من أهلك أو أهله يقوم بهذا أو أجير يخدمكم، ضمن إطار الضوابط الشرعية للتعامل مع الخدم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني