السؤال
أنا والد لبنت عمرها 26 سنة, وقد كانت مخطوبة لشاب صاحب خلق ودين وتوفي قبل الزفاف بعدة أشهر وهو شاب في 27 من عمره, وأنا قلبي راض عن ابنتي المصلية قائمة الليل التي تقبل يدي ليلا نهارا, وحينما أراها حزينه قلبي يتمزق ألما عليها, هل من كلمة توجهونها لها لتشد أزرها, مع العلم بأنها عند الصدمة الأولى قالت إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأبدلني خيراً منها في الدنيا والأخرة؟ ولكم الأجر إن شاء الله.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قال الله تعالى: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ* أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ {البقرة:155-156-157}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم. صحيح رواه أحمد والترمذي من حديث محمود بن لبيد.
فالمؤمن إذا أصيب بمصيبة فاسترجع وصبر واحتسب فليبشر بحسن العوض عما فقد، وبأن ذلك من رحمة الله تعالى به، ليرفع درجته، أو ليكفر عنه سيئاته، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه.
فنصيحتنا لها أن تصبر على ما أصابها وتحتسب الأجر عند الله تعالى، فإن الله تعالى يقول: فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ {الشورى:36}.
فلا ينبغي لها أن تترك هذا الأجر العظيم يفوتها، ولعل الله تعالى يبدلها خيراً بذلك، وعليك أنت أيها الوالد الكريم أن تُذكرها بأجر الصابرين، وبأن المؤمن يجب عليه أن يرضى بقضاء الله تعالى، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربه من كرب يوم القيامة. رواه مسلم، وللمزيد من النصائح راجع الفتوى رقم: 19810، والفتوى رقم: 25111.
والله أعلم.