السؤال
أنا شاب أعيش في الغرب لوحدي بغرض الدراسة وهنا كل الطلاب و حتى الناس يحبون البيرة ويشربونها ولا يفارقونها ليل نهار ولي أصدقاء غربيون يشربون البيرة و أحيانا يأتون إلى غرفتي وهم يحملون البيرة ويشربونها في غرفتي وليس هذا فقط وإنما أيضا هناك بعض أصدقائي المسلمين من يفعل هذا وسمعت أنه إذا شرب الخمر في بيت أحد فلن يتقبل الله صلاة من يسكن هذا البيت لأربعين يوما فهل هذا صحيح وهل حرام علي أن أدخل أصدقائي إلى غرفتي إن شربوا؟ وإن كان كذلك فكيف يجب علي أن أتصرف مع أصدقائي الغربيين والمسلمين لو حاولت إقناعهم ورفضوا الفكرة؟ علما بأنهم دائما يدعونني إلى الشراب ولكني أرفض تماما هذه الفكرة
أفيدوني أرجوكم وجزاكم الله خيرا
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب عليك أيها الأخ السائل هو اجتناب صحبة السوء التي تدل على الشر وتعين عليه، فإن صحبة السوء تجر إلى ما هي عليه، وتجلب على المرء من البلايا والشرور ما الله تعالى به عليم.
كما يجب عليك نهي هؤلاء الناس عن شرب الخمور، لقوله تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ {آل عمران 110}.
ومن النهي عن هذا المنكر أن تمنعهم من شرب الخمور في بيتك من باب أولى، فإن أبوا إلا الشرب في بيتك فلا تسمح لهم بالدخول فيه على تلك الحال براءة إلى الله تعالى من فعلهم، وفرارا من مجالستهم أو الظهور بمظهر الراضي بفعلهم، وقد رأيت ايها الأخ السائل كيف يدعونك إلى الشرب معهم لتكون مثلهم، كما قال عز وجل: وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً {النساء: 89}. ويوشك المرء أن يقع في المحظور ما دام يحوم حوله أو يقترب منه، ولذا أمر الشرع باجتناب مواطن المعاصي وأسباب الخطر.
أما عن عدم قبول الصلاة أربعين يوما لمن حصل في بيته شرب الخمر فلا نعلم في ذلك حديثا ولا أثرا، والحديث الوارد بشأن عدم قبول الصلاة أربعين صباحا يختص بشارب الخمر نفسه، كما رواه الترمذي وحسنه، وانظر الفتوى رقم: 24603 وللفائدة راجع الفتاوى التالية: 6500، 51811، 38544، 21242.
والله أعلم.