الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحلية المصحف بالذهب.. رؤية شرعية

السؤال

ما رأي فضيلتكم في كلام شيخ الإسلام رحمه الله عن المولد النبوي هل هوصحيح ؟ وهذا النص نقلته من أحد المواقع :رأي ابن تيمية في الاحتفال بالمولد: هذا هو رأي الإمام ابن تيمية في المولد من مجموع فتاوى ابن تيمية الجزء 23 ص. 1634: (فتعظيم المولد واتخاذه موسماً قد يفعله بعض الناس ويكون لهم فيه أجر عظيم لحسن قصدهم وتعظيمهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم).ونذكر هنا حادثة وقعت للإمام أحمد بن حنبل شيخ مذهب ابن تيمية فقد أخبره بعض الناس أن أميراً أنفق ألف دينار على تزيين مصحف فقال لا بأس فهذا خير مكان ينفق فيه الذهب ونسأل هل كان ابن تيمية يروّج بدعة عندما أذن بالاحتفال بالمولد؟ فهو لم يكتف بإجازته بل ذكر أن للمحتفلين أجراً عظيماً، نسأل أيضاً هل كان الإمام أحمد يصطنع بدعة عندما أجاز تزيين المصحف، الجواب على كلا السؤالين هو النفي المطلق. وهذا هو رأي ابن تيمية في مجالس الذكر ويقع في الجزء 22 ص. 523، طبعة الملك خالد بن عبد العزيز لمجموع فتاوى ابن تيمية: وسئل رحمه الله عن الفقراء يجتمعون في مسجد يذكرون ويقرأون شيئاً من القرآن ثم يدعون ويكشفون رؤوسهم ويبكون ويتضرعون وليس قصدهم من ذلك رياء ولا سمعة، بل يفعلونه على وجه التقرب لله تعالى فهل يجوز ذلك أم لا؟ فأجاب: الحمد لله، الاجتماع على القراءة والدعاء حسن مستحب. وجزاكم الله خيرا نرجو التفصيل حتى نرد على من قام بتأويل كلام ابن تيمية.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق أن أصدرنا فتوى برقم: 28549 بينا فيها كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في حكم المولد النبوي فليرجع إليها، ولمزيد فائدة راجع الفتويين: 1563، 1888.

أما الكلام المنسوب للإمام أحمد رحمه الله، فلم نقف عليه في كتبه، ولا كتب أصحابه ولا في شيء من كتب المذهب؛ بل المنصوص في مذهب الحنابلة خلافه، وهو كراهة تحلية المصحف بالذهب أو الفضة، لأنه يلهي القارئ ويشغله عن تدبر آياته ومعانيه. قال ابن مفلح(الحنبلي) في الآداب الشرعية، وذكر نحوه في الفروع: وتكره تحليته بذهب أو فضة، لأن هذا جميعه لم ترد به السنة ولا نقل عن السلف من شيء، مع ما فيه من إضاعة المال. اهـ

وقال ابن قدامة في المغني (وهو حنبلي أيضاً): ولا يجوز تحلية المصاحف ولا المحاريب، وأباح القاضي علاقة المصحف ذهباً أو فضة للنساء خاصة وليس بجيد؛ لأن تحلية المرأة ما لبسته وتحلت به في بدنها وأثيابها، وما عداه فحكمه حكم الأواني. اهـ

وقال في الموسوعة الفقهية: وذهب الحنابلة إلى كراهة زخرفته بذهب أو فضة لتضييق النقدين، وإلى حرمة كتابته بذهب أو فضة ويؤمر بحكه، فإن كان يجتمع منه شيء يتمول به زكاه إن بلغ نصاباً أو بانضمام مال آخر له. اهـ

أما كلام شيخ الإسلام في الذكر الجماعي فمبتور ونصه كاملاً: الاجتماع على القرآن والذكر والدعاء حسن مستحب إذا لم يتخذ عادة راتبة كالاجتماعات المشروعة، ولا اقترن به بدعة منكرة، وأما كشف الرأس مع ذلك فمكروه لا سيما إذا اتخذ على أنه عبادة، فإنه حينئذ يكون منكراً، ولا يجوز التعبد بذلك والله أعلم. اهـ

فمن الواضح أن من نقل كلام شيخ الإسلام في المسألتين تعمد حذف ما يوضح مراد الشيخ رحمه الله، وهذا ليس من الأمانة العلمية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني