السؤال
هل يحق للإنسان أن يفتخر بأن الله سبحانه وتعالى معه دائما في أمور كثيرة في حياته وأن الله تبارك وتعالى يستجيب له إذا دعاه وألح عليه في الدعاء , وأن يذكر ذلك للغير باعتزاز وافتخار تعبيرا عن فرحه بذلك وليقنع الآخرين بأن من يتوكل على الله فهو حسبه فعلا, وأن من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب , وأن من يتق الله يجعل له من أمره يسرا, و جزاكم الله خيرا .
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا مانع من حديث العبد بنعم الله عليه واستجابته لدعائه وبيان فائدة الاستقامة على الطاعات والتوكل على الله، وعليه أن يدعم ذلك ببيان الأدلة الشرعية والترغيب في الأعمال الصالحة وما تيسر من القصص في استجابة الدعاء. وينبغي أن يفعل ذلك انطلاقا من واجب الدعوة إلى الله وترغيب الناس في الاتصال بالله والتحدث بنعم الله لا من باب الافتخار فإن الفخر مذموم ولا سيما إن لم يكن صاحبه شكورا للنعم كما يدل له قول الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ {لقمان: 18}. قال ابن كثير في تفسيره الآية: مختالا فخورا أي مختالا في نفسه معجبا متكبرا فخورا على الناس يرى أنه خير منهم فهو في نفسه كبير وهو عند الله حقير، ونقل عن مجاهد أنه فسر الفخور بمن يعد ما أعطى وهو لا يشكر الله، يعني يفخر على الناس بما أعطاه الله من نعمه وهو قليل الشكر لله على ذلك.
والله أعلم.