السؤال
لدي أخ ناهز عمره الثالثة والثلاثين سنة وإلى الآن لم يتزوج بالرغم من أن لديه شقة وموظف في إدارات الدولة ووضعه المادي مريح إلى حد ما, ولكن الأغرب في الموضوع أن اكتشفت مؤخرا أنه على علاقة بامرأة نصرانية كانت متزوجة وقد تم طلاقها مؤخرا من زوجها السابق إلا أن أخي كان قد أقام علاقة جنسية وهي على ذمة ذلك الرجل مع العلم من أن تلك المرأة تكبر أخي بسنوات تتجاوز الـ 10 سنوات وشكلها أقل من عادي أي أن ليس لديها أية مغريات لتكون زوجة المستقبل, من هنا ساورني الشك بأن أخي لا يمكن أن يكون قد وقع أسير حب تلك المرأة وإن زيجته منها ليست بالزيجة المتكافئة من جميع النواحي, لذلك قد اعتقدت أنه يمكن أن يكون قد فعلت تلك المرأة شيئا من قبيل الشعوذة أو أن تكون قد كتبت له ليحبها
أما سؤالي فهو :
1- هل يوجد أصلا ما يدل على أن هناك كتابة أو ما شابه ذلك يستطيعون من خلالها أن يجعلوه يحب تلك المرأة
2- هل هذا الزواج هو شرعي أم لا وإذا كان ليس شرعيا فأريد حديثا شريفا يوضح ذلك
3- هل هناك مانع شرعي من أن اذهب إلى أحد ممن يتعاطون الكتابة وهذه الأمور لمعرفة إذا يوجد كتابة لأخي أم لا
الرجاء إرسال الجواب إلي للضرورة لأن الموضوع حساس جدا بالنسبة إلينا فهو يؤثر سلبا على صحة والدته بعد معرفتها بالأمر
جزاكم الله خيرا
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الزواج بالمرأة من أهل الكتاب يهودية أونصرانية إذا كانت محصنة أي عفيفة جائز، وبعض أهل العلم يجعله من المكروه. قال تعالى: الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ {المائدة: 5}.
فإن كانت غير محصنة أي غير عفيفة فلا يحل نكاحها. ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 5315
وأما سؤالك هل يوجد لدى السحرة كتابة أو غير ذلك يستطيعون من خلالها أن يجعلوه يحب تلك المرأة؟
فنقول: نعم لدى السحرة عقد وكلام يتكلم به الساحر أو يكتبه أو يعمل شيئا يؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله، ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه وما يبغض أحدهما إلى الآخر، أو يحبب بين اثنين، وكل ذلك لا يكون إلا بإذن الله: فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ {البقرة:102}.
ولكن ليس بالضرورة أن يكون ما بأخيك من هذا القبيل فقد يكون حبا وعشقا، لا سيما وأخوك لم يتزوج بعد وليس له خبرة بالنساء، وهذه المرأة كانت متزوجة وكبيرة في السن فلها خبرة بالرجال وكيف تستميل قلوبهم.
وإن غلب على ظنك كون ما بأخيك سحرا فعليك بالرقى الشرعية، ولمعرفة هذه الرقى راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 8343، 10981، 20082
ولا يجوز لك الذهاب إلى السحرة والعرافين لهذا الغرض ولا لغيره، فإن الذهاب إليهم كبيرة من الكبائر، فقد صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه فيما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. رواه أحمد.
وفي صحيح مسلم: من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما.
ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم: 14231.
والله أعلم