الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الزواج بالمرأة من أهل الكتاب يهودية أونصرانية إذا كانت محصنة أي عفيفة جائز، وبعض أهل العلم يجعله من المكروه. قال تعالى: الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ {المائدة: 5}.
فإن كانت غير محصنة أي غير عفيفة فلا يحل نكاحها. ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 5315
وأما سؤالك هل يوجد لدى السحرة كتابة أو غير ذلك يستطيعون من خلالها أن يجعلوه يحب تلك المرأة؟
فنقول: نعم لدى السحرة عقد وكلام يتكلم به الساحر أو يكتبه أو يعمل شيئا يؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله، ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه وما يبغض أحدهما إلى الآخر، أو يحبب بين اثنين، وكل ذلك لا يكون إلا بإذن الله: فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ {البقرة:102}.
ولكن ليس بالضرورة أن يكون ما بأخيك من هذا القبيل فقد يكون حبا وعشقا، لا سيما وأخوك لم يتزوج بعد وليس له خبرة بالنساء، وهذه المرأة كانت متزوجة وكبيرة في السن فلها خبرة بالرجال وكيف تستميل قلوبهم.
وإن غلب على ظنك كون ما بأخيك سحرا فعليك بالرقى الشرعية، ولمعرفة هذه الرقى راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 8343، 10981، 20082
ولا يجوز لك الذهاب إلى السحرة والعرافين لهذا الغرض ولا لغيره، فإن الذهاب إليهم كبيرة من الكبائر، فقد صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه فيما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. رواه أحمد.
وفي صحيح مسلم: من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما.
ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم: 14231.
والله أعلم