السؤال
ما هو حكم أن يعرف المرء نصيبه من الميراث من أناس مازالوا على قيد الحياة وذلك من باب أن يخطط لمستقبله ويضع أهدافا منطقية في حياته، حيث إن وجود هدف في الحياة هو أمر ضروري جداً للإنسان المسلم؟ وجزاكم الله خيراً.
ما هو حكم أن يعرف المرء نصيبه من الميراث من أناس مازالوا على قيد الحياة وذلك من باب أن يخطط لمستقبله ويضع أهدافا منطقية في حياته، حيث إن وجود هدف في الحياة هو أمر ضروري جداً للإنسان المسلم؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن مال المرء يبقى في ملكه ولا ينتقل الحق فيه للورثة إلا بعد موت المورث، والموت ليس له وقت معروف محقق إتيانه فيه، والعمر ليس له حد يبلغه صاحبه حتماً، بل إن مكان الموت مجهول للشخص، قال الله تعالى: وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [لقمان: 34].
وقد يموت الصحيح الذي لا يشكو أي مرض قبل المحتضر، وقد يموت الشاب اليافع القوي قبل الشيخ الفاني، وقد يموت الولد قبل والده، بل قد يموت الحفيد قبل جده.
وعليه، فمن الفضول والعبث وإضاعة الوقت في غير ما طائل أن يبحث الإنسان عن معرفة قدر نصيبه من تركة قد لا يكون من أهلها، والمرء سيسأل عن الوقت وبما عمره، روى الترمذي والدارمي من حيث أبي برزة الأسلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه... الحديث.
فالصواب أن لا ينشغل المرء بمثل هذا، وأن يبحث عن أهداف أخروية ودنيوية مفيدة، ويخطط لها، وما أكثر الأمور التي يصلح أن تكون أهدافاً للمرء وتجلب له السعادة إذا تحققت غير هذا الخيال الذي هو أقرب إلى العبث أكثر منه إلى الهدف، ناهيك عما يشعر به هذا النوع من التفكير في تمني موت من قد يكون تمني موته عقوقاً محرماً تحريماً غليظاً كالوالدين.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني