الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية بر الأب دون جرح مشاعر الأم

السؤال

والدي تزوج على أمي بالسر منذ خمس سنوات، وعندما علمنا بالموضوع طلق أمي بعد 25 سنة من الزواج، دون أن يعطيها كامل حقوقها. وعندما حاولنا أن نتصدى له، لأنه ظلم أمي كثيرًا، خصوصًا أنها تحمّلته وعملت معه المستحيل حتى أصبح لديه بيت مكون من أربعة طوابق وأراضٍ، وبعد كل هذا طردني أنا وأخواتي وأمي إلى الشارع، لكن الحمد لله، أهل أمي لم يتركونا ووقفوا بجانبنا، والحمد لله، الآن نحن في حال مستور بفضل الله.
حاولنا كثيرًا أنا وأخواتي أن نقترب من أبي، ونتواصل معه لله، ومن دون أن تكون هناك أسباب دنيوية، لكنه كان يرفض تقليص المسافات، وكان يهرب منا. وأمي كانت دائمًا تصر على أن نبرّه من أجل رضا الله، ولكن دون فائدة.
كل ما أريده الآن هو: أن أعرف كيف أبرّ أبي دون أن أجرح أمي، ودون أن أتنازل عن كرامتي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فحقّ أبيك عليك عظيم، ولا يسقط حقّه عليك بظلمه لكم. وراجع الفتوى: 114460.

فالواجب عليك برّ أبيك بما تقدر عليه من الزيارة، وتفقد أحواله، وقضاء حوائجه، ونحو ذلك؛ فبرّ الوالدين ليس له في الشرع حد مقدر، أو صفة معينة، ولكنه باب واسع يشمل ضروب الإحسان.

جاء في غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب: والمعنى الجامع إيصال ما أمكن من الخير، ودفع ما أمكن من الشر بحسب الطاقة. انتهى.

وليس في برّ أبيك؛ إساءة إلى أمك أو كسر لخاطرها، وقد ذكرت أنّها تحثكم على برِّ أبيكم -جزاها الله خيرًا- فبرّك أباك برّ لها، وعلى فرض أنّك تخشى كسر خاطرها ببعض صور برك بأبيك؛ ففي هذه الحال يمكنك أن تخفي عنها ما تخشى أن يكسر خاطرها، وتفعله دون علمها.

وبرّك بأبيك، وتواضعك له، وصبرك عليه؛ يزيدك كرامة وعزة. وراجع الفتوى: 452785.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني