الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من أهل الجنة سبعون ألفا يدخلونها بغير حساب

السؤال

حدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب قال حدثني سعيد ابن المسيب أن أبا هريرة حدثه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (يدخل من أمتي زمرة هم سبعون ألفا تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر قال أبو هريرة فقام عكاشة بن محصن الأسدي يرفع نمرة عليه فقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اجعله منهم ثم قام رجل من الأنصار فقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبقك بها عكاشة).
هل لايوجد إلا 70000 مسلما يدخلون الجنة من الملايين عبر كل أزمنة ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحديث الذي ذكرته هو مما في الصحيحين وليس معناه أن الذين يدخلون الجنة هم فقط سبعون ألفا، بل السبعون ألفا هذه إنما خصوا بالذكر لأنهم يدخلون الجنة بلا حساب.

رواية ثانية للحديث، قال النبي صلى الله عليه وسلم: عرضت علي الأمم فجعل النبي والنبيان يمرون معهم الرهط، والنبي ليس معه أحد، حتى رفع لي سواد عظيم، قلت: ماهذا؟ أمتى هذه؟ قيل: بل هذا موسى وقومه، قيل انظر إلى الأفق، فإذا سواد يملأ الأفق، ثم قيل لي انظر هاهنا وهاهنا في آفاق السماء، فإذا سواد قد ملأ الأفق، قيل هذه أمتك، ويدخل الجنة من هؤلاء سبعون ألفا بغير حساب، ثم دخل ولم يبين لهم، فأفاض القوم، وقالوا نحن الذين آمنا بالله واتبعنا رسوله، فنحن هم أو أولادنا الذين ولدوا في الإسلام

فإنا ولدنا في الجاهلية، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فخرج فقال: هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون، فقال عكاشة بن محصن: أمنهم أنا يا رسول الله؟ فقال: نعم، فقام آخر فقال: أمنهم أنا، قال: سبقك بها عكاشة. متفق عليه.

واعلم أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم قد خصها الله بفضل كثير.

ومن ذلك أنها تكون نصف أهل الجنة أو أكثر. فقد أخرج الشيخان من حديث عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟ قالوا فكبرنا، ثم قال: أما ترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟ قال: فكبرنا، ثم قال: إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة. وفي رواية: بل أنتم نصف أهل الجنة وتقاسمو نهم في النصف الثاني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني