الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إخبار الأخت أخاها بما قاله أخوها الآخر عنه وعن إخوته

السؤال

اعتاد أخي على المجيء والتحدث عن إخوتي والكذب، حتى إنه يحرضني على زوجي، ويتحدث عنه رغم أنه يساعده.
فتحدثت لأخي عما قاله عن إخوتي وأنه دائما يشتكي بأنهم لا يساعدونه بالمال، فصدم بأنه قال هذا الكلام، وقال بأنهم يساعدونه، فأخبرته أن يُبقي الأمر سرا، ولا يخبر باقي الإخوة بالأمر؛ لأنهم يساعدونه.
فهل تحدثي عما قاله أخي من كذب عن إخوتي حرام؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان أخوك ينفي مساعدة إخوته له، والأمر غير ذلك؛ فإنه يكون قد جمع بين الكذب، وإنكار الإحسان، وجحد المعروف.

وإن كان يحرضك على زوجك؛ فإن هذا الفعل قد يترتب عليه إفساد العلاقة بينك وبين زوجك، وهذا أمر منكر. روى أبو داود عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ليس منا من خَبَّب امرأة على زوجها. أي أفسدها عليه.

وعليك بمنعه من الكلام بسوء عن إخوته، والدفاع عن عرضهم، وبذل النصح له في ذلك، وينبغي أن يكون النصح برفق ولين؛ فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: الدين النصيحة، قلنا: لمن قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم. رواه مسلم عن تميم الداري رضي الله عنه.

وينصح أيضا في السعي في الكسب؛ ليستغني عن الناس، ولا يكون عالة عليهم، ويسأل الله -سبحانه- أن يرزقه، وقد كان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك.

وفي نقلك كلامه لأخيك الآخر نوع من النميمة؛ فإن هذا قد يترتب عليه إفساد العلاقة بينهما، وهذه هي حقيقة النميمة؛ فيأثم صاحبها إلا إذا تعلقت بها مصلحة شرعية؛ فتباح.

ويمكن مطالعة الفتوى: 117695.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني