السؤال
تعبت من كثرة الذنوب، تعبت -والله إني أتكلم بكل صدق- ذنوبي ترهقني، أعاهد الله ألا أعود إليها ولكني أخلف عهدي. وكلما أتتني الدورة الشهرية أقول لن أفعل ذنوبا، وأكون قد تبت قبل ذلك ثم أفعل الذنوب وقت الدورة، وقد تعبت من ذلك. والآن اقتربت من أن أغتسل، ولكني خائفة من العودة لله، وأستحيي منه، حتى كرهت نفسي، أذنب وأتوب، ثم أذنب وأتوب، تعبت من الذنوب وكل شيء، وأمارس العادة السرية.
أخاف أن لا يتزوجني أحد بالرغم من أن عمري لم يتجاوز 15 سنة.
ماذا أفعل أريد أن أغير نمط حياتي، وأعود إلى ربي كما كنت في السابق؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك الهداية والثبات، ثم اعلمي أن أكبر ما يفرح به الشيطان هو أن يقعدك عن التوبة وييئسك منها.
واعلمي كذلك أن ربك تعالى غفور رحيم، وأنه مهما تكرر الذنب من العبد فإنه يفتح له باب التوبة ويقبلها منه ما تاب العبد إليه بصدق، وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، قال الله: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ {الشورى: 25}، وقال: قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر: 53}.
فإياك واليأس من التوبة والقنوط من رحمة الله؛ فهو أكبر من كل ذنب، ومهما تكرر منك الذنب فعالجيه بالتوبة النصوح، فتوبي واندمي، وإذا عدت فأذنبت فعودي وتوبي واندمي، ولا تملي؛ فإن الله لا يمل حتى يمل العبد.
وأكثري من الحسنات الماحيات؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات، وأحسني ظنك بالله تعالى، وأملي في واسع فضله، وأن يرزقك زوجا صالحا.
ثم عليك أن تجاهدي نفسك في الكف عن المعاصي في جميع الأحوال، وعليك أن تستعيني على ذلك بلزوم الدعاء وصحبة الصالحات، وسماع دروس العلم والمواعظ النافعة ونحو ذلك من طرق الخير. نسأل الله لك التوفيق والهداية.
والله أعلم.