الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من نوى بيمينه ما يحتمله انصرفت يمينه إليه

السؤال

لي زوجتان، وترغب الأولى في السفر معي على نفقتها الخاصة، وعند إبلاغ الثانية بأنني مسافر مع صاحب لي، قامت بإحضار المصحف، وطلبت مني الحلف بالله أنني لا أسافر مع زوجتي الأولى، فحاولت التورية، ولكنها قامت بالتلفظ بالحلف، وطلبت مني ترديد ذلك، فقمت بالترديد خلفها، ثم أكملت في نفسي قبل عشر سنوات، أي أنني لا أسافر معها إلى الدولة الفلانية، وقد سبق لي السفر قبلها إلى نفس الدولة قبل عشر سنوات وحدي، وأردت أنها لم تسافر معي قبل عشر سنوات، واضطررت لذلك، لكي لا يصل الأمر إلى الطلاق، حيث إنه سبق للزوجة الثانية الطلاق، لتركها البيت والأولاد، لمحاولة الضغط علي في مواضيع أخرى؟ فماذا علي؟
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان الواقع ما ذكرت من أنك نويت في هذه اليمين أنك لم تفعل ذلك منذ عشر سنوات، فلا تحنث في يمينك، فقد ذكر الفقهاء أن نية الحالف تخصص يمينه، فتصرف يمينه إليها، ما دام اللفظ يحتمله.

قال ابن قدامة في المغني: مبنى اليمين على نية الحالف، فإذا نوى بيمينه ما يحتمله انصرفت يمينه إليه، سواء كان ما نواه موافقا لظاهر اللفظ، أو مخالفا له، فالموافق للظاهر أن ينوي باللفظ موضوعه الأصلي، مثل أن ينوي باللفظ العام العموم، وبالمطلق الإطلاق، وبسائر الألفاظ ما يتبادر إلى الأفهام منها، والمخالف يتنوع أنواعا أحدها: أن ينوي بالعام الخاص... ومنها: أن يحلف على فعل شيء، أو تركه مطلقا، وينوي فعله، أو تركه في وقت بعينه..... ومنها: أن يريد بالخاص العام. انتهى.

وننبه إلى أن من أراد سفرا، وكانت له زوجتان، أو أكثر، فلا يسافر بواحدة منهن إلا بقرعة، أو بالتراضي بينهن، ومن سافر بواحدة من غير قرعة فعليه القضاء للباقيات، أو الباقية إن كانت له زوجتان فقط.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني