السؤال
أنا رجل في الأربعين من العمر، متزوج، وأب لطفلة. طبعي هادئ جدا، ومسالم للغاية. مشكلتي تكمن في أنه وقعت مشاحنات بيني، وبين زوجتي أثناء فترة حيضها، وهذا الأمر يحدث مرارا، ولكن هذه المرة سبَّتني، وسبت أهلي، وأخذت ابنتي، وخرجت، وقالت: إنها لن تعود، فاشتد غضبي، وذهبت، واستلقيت على السرير؛ لأهدأ.
وبعد بضع ساعات عادت إلى البيت، وكنت أسمع صراخ ابنتي ذات السنتين من الخارج؛ لأنها كانت مريضة بالزكام، والجو بارد بالخارج.
المهم دخلت زوجتي إلى البيت، وهي تصرخ، وتسبني، والجيران في العمارة يسمعون، وجاءت بابنتنا، ودفعتها بعنف في اتجاهي، وقالت لي: خذ ابنتك،
وتحمل مسؤوليتها، وذهبت؛ لتخرج من البيت من جديد. نظرت إلى ابنتي، وهي مرعوبة تستنجد بي، وأمها غير مكترثة، بل واصلت السب بصوت عال أمام الشقة. اشتد غضبي حتى دمعت عيني، حاولت أن أتمالك نفسي، وتوسلت إليها أن تنظر لحالة ابنتها المريضة، والمرعوبة، ولكن لم تكترث، وواصلت تهجمها علي،
وفي لحظة هستيرية، وخروج عن الشعور، وهي تفتح باب الشقة؛ لتخرج صرخت بشدة: أنت طالق بالثلاث، وخرجت مني دون نية مسبقة، ولا حتى تفكير لمجرد جزء من الثانية قبل التلفظ بهذا الكلام، وبعد بضع دقائق أدركت فظاعة ما قمت به، وندمت ندما شديدا، ودخلت في نوبة بكاء، وحزن، وكأن أحدا من عائلتي مات خصوصا، رغم ما وقع فعلاقتي بزوجتي عموما طيبة، وهناك مودة كبيرة بيننا.
فهل وقع الطلاق رغم الغضب الشديد، وعدم النية المسبقة، والندم الفوري الشديد؟