السؤال
نويت بالنذر في قلبي: صيام أربعة أشهر، إن تحققت لي مصلحة، دون التلفظ به، وأنا أعلم أنه لا بد من التلفظ لينعقد النذر.
بعد ذلك شعرت وكأن نفسي تقول لي: لقد نويت بالنذر صيام أربعة أشهر، وعزمت عليه، والآن هو على رقبتك. فتلفظت بكلمة: نعم، صحيح، تعقيبا على حديث نفسي.
فهل بهذه الإجابة: نعم صحيح، ينعقد النذر، وخاصة إن كانت إجابة على حوار فيه نذر؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمثل هذه الخواطر لا ينعقد بها النذر، فالنذر لا ينعقد بمجرد النية، ولا ينعقد إلا بلفظ مشعر بالالتزام. جاء في مغني المحتاج للشربيني في سياق الحديث عن أركان النذر: وَأَمَّا الصِّيغَةُ: فَيُشْتَرَطُ فِيهَا لَفْظٌ يُشْعِرُ بِالْتِزَامٍ، فَلَا يَنْعَقِدُ بِالنِّيَّةِ كَسَائِرِ الْعُقُودِ. اهـ.
والله -تعالى- برحمته، قد تجاوز لهذه الأمة عما حدثت به أنفسها.
ففي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن الله -عز وجل- تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل، أو تكلم به.
وبالتالي، فلا يلزمك شيء. وننصحك بالإعراض عن الوساوس وتجاهلها.
وراجع في علاج الوسوسة، الفتوى: 404422.
والله أعلم.