السؤال
تزوجت رجلاً يعتنق المذهب الصوفي، يعتقد في الأولياء والصالحين وتمجيدهم والتبرك بالأحياء منهم والأموات، إلى جانب شد الرحال إلى المساجد التي فيها قبور الأولياء، وإلى جانب قصر قراءته على الكتب التي تصدر عن شيوخهم وهي مليئة بالأحاديث الضعيفة والأحاديث التي ليس لها أصل، والتي يظهر بوضوح وللعامة أنها أحاديث موضوعة، ويرغمني على قراءتها، ولا مانع عنده من سب أعلام شيوخ الإسلام مثل شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم، وأنا تزوجته على أمل تغيره، ولكن لا فائدة. فهل أستمر معه، أم أطلب الطلاق؟ مع العلم بأنني حامل، وأخاف أن يلقن ابنه تعاليم الصوفية؟ أفيدوني، أفادكم الله.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فشد الرحال إلى القبور والتبرك بها أو بذوات الصالحين من الأمور المحرمة التي يجب على المسلم الحذر منها، كما سبق بيانه في الفتاوى التالية: 17793/25217/14693.
وعلى هذا، فالواجب على هذا الرجل أن يتقي الله تعالى ويتوب إلى ربه من هذه المعاصي، وذلك أن الله تعالى لا يعبد إلا بما شرع، وقد صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال: من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد. رواه مسلم.
كما أن عليه أن يتوب من سب العلماء، بل إن التمادي في ذلك يخشى على صاحبه من الكفر، قال ابن نجيم في البحر الرائق: ويخاف عليه الكفر إذا شتم عالماً، أو فقيها من غير سبب. اهـ.
أما أنت -أيتها الأخت الفاضلة-، فعليك بمداومة النصح لزوجك، وناقشيه في هذه المسائل إن كان لك قدرة على تبيين أقوال أهل العلم فيها، وإلا فقدمي له كتب العلماء التي تتناول هذه المنكرات، فإن تاب ورجع فاحمدي ربك سبحانه، وإن أبى إلا التمادي في معاصي،ه وخفت أن يجبرك على معصية من تلك المعاصي، فلك أن تطلبي الطلاق منه، واعلمي أن ربك سبحانه سيعوضك خيراً منه وأحسن، ما دام الحامل لك على هذا هو طلب مرضاة الله تعالى.
والله أعلم.