السؤال
تعرضت إلى فتنة وسحر في صغري، وعرفت منذ كان عمري ست سنوات اسم زوجي، وبالفعل تزوجت منه، وكنت قد نسيت هذا الأمر، وتعرضت لسحر، وفتنة، وشر عظيم أنا وزوجي، وأذنبنا ذنوبا كبيرة، وتبنا منها، وعشنا حياة في صراع دائم، وأنا مصابة بمرض نفسي، يسبب لي حالات هياج عصبي، كنت أطلب فيها الطلاق، ونصل أنا وزوجي لمراحل من الجنون، وطلقني كثيرا. وطلقني مرتين عند المأذون. والآن قد تركت البيت لخوفي من أن أكون محرمة عليه، خصوصًا أني أرى رؤى تدل أن هذه العلاقة حرام، وانهدم البيت، وأولادي في حالة مزرية، وزوجي مَلَّ، وتزوج عليَّ. والآن لا أعرف هل زواجنا حلال أم حرام؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يصحّ التعويل على الرؤى والأحلام في الحكم بتحريم علاقتك بزوجك؛ فإنّ الأحكام الشرعية لا تبنى على الرؤى، وقد بينا ذلك في الفتوى: 413770.
فإن كان زوجك طلقك ثلاث تطليقات، ولم يكن مكرها أو مغلوبا على عقله؛ فقد بِنْتِ منه بينونة كبرى، ولا يحل لك البقاء معه في هذه الحال.
أمّا إذا كان مكرها أو مغلوبا على عقله تماما بسبب الغضب الشديد، أو المرض النفسي، أو السحر؛ فطلاقه غير نافذ في هذه الحال.
قال الإمام الشافعي في كتاب الأم: ومن غلب على عقله بفطرة خلقة، أو حادث علة، لم يكن لاجتلابها على نفسه بمعصية؛ لم يلزمه الطلاق، ..... وذلك مثل المعتوه والمجنون، والموسوس والمبرسم، وكل ذي مرض يغلب على عقله، ما كان مغلوباً على عقله. انتهى.
وقال ابن مفلح الحنبلي -رحمه الله-: وإن سحره ليطلق، فإكراه، قاله الشيخ تقي الدين. انتهى.
وعليه؛ فالحكم ببقاء الزوجية أو حصول البينونة؛ يتوقف على معرفة عدد الطلقات التي تلفظ بها زوجك، ومعرفة حاله عند التلفظ بها.
فالصواب أن تُعرض المسألة على المحكمة الشرعية، أو من تمكن مشافهته من أهل العلم الموثوق بعلمهم ودينهم في بلدكم.
والله أعلم.