السؤال
أنا متزوج منذ عام، وزوجتي إنسانة متدينة، وعلى خُلُق، ومشكلتي أن جسمها غير قويم، فلا أجد أي متعة في معاشرتها، بل أتضايق عندما أرى جسدها عاريًا؛ بسبب ترهلات، وغيرها، وتزوجت لأحصّن نفسي، ولكني لم أحقق ذلك حتى الآن، فكثيرًا ما أنظر إلى نساء أخريات، وأقارن أجسامهنّ بجسم زوجتي، وأصاب بالإحباط، ونحن لم نرزق بأولاد حتى الآن؛ بسبب الإجهاض، والمتاعب الصحية لزوجتي، وفكّرت أكثر من مرة في الطلاق، أو في الزواج بأخرى، فأرشدوني إلى الحل -أثابكم الله-.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
أيها الأخ الكريم، لقد ذكرت خصلتين عظيمتين، جعلهما الله تعالى في زوجتك، وهما: الدِّين، والخُلُق، وهاتان الخصلتان عزيزتان؛ مما يجعل المقبل على الزواج يسعى كل السعي في سبيل الحصول على امرأة متصفة بهما، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدِينها، فاظفر بذات الدِّين، تربت يداك. والحديث في الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه-.
وبناء على هذا؛ نقول لك: اظفر بذات الدِّين، والخُلُق الحسن، وحاول أن تحلّ مشكلتك هذه.
وتغاضَ عما فيها من قصور في الخَلْق، وانظر إلى ما فيها من كمال في الدِّين، والخُلُق، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يفرَك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقًا، رضي منها آخر. كما في صحيح مسلم. ومعنى لا يفرك: لا يبغض، ويكره.
وهذا إرشاد من النبي صلى الله عليه وسلم للأزواج أن لا ينظروا إلى المساوئ فقط، ويغفلوا عن المحاسن.
ولا تمدنّ عينيك إلى النساء الأخريات، فنظرك إليهنّ أصلًا، لا يجوز، وأحرى إذا كان بتدقيق، وتفحص لأجسامهنّ؛ لتقارنها مع جسم زوجتك.
واعلم أن هؤلاء النسوة، قد يكنّ مع جمالهنّ الذي تراه في الخارج، لا يتصفن بما ينبغي من الديانة، والعفة، والخُلُق، وحسن المعاشرة للأزواج، وهذه عيوب أكبر بكثير، وأشنع، وأشد تنغيصًا لسعادة الحياة الزوجية، مما ذكرته عن زوجتك، وهذا الأمر معروف عند الجميع.
وأمر آخر ينبغي أن تنتبه له، وهو: أن كثيرًا من الرجال يريد أن يجد زوجة كاملة في كل شيء، كأنها إحدى الحور العين، ولا ينظر إلى ما فيه هو من نقص.
وعلى كل؛ فالذي نرشد إليه هو أن لا تقرر طلاق زوجتك؛ حتى يكون لا حلّ لمشكلتك هذه إلا ذلك، وتروَّ في الأمر، وانظر باهتمام إلى ما استعرضناه لك آنفًا.
ولا حرج أن تتزوج أخرى، إذا علمت من نفسك أنك قادر على الزواج بها.
والله أعلم.