السؤال
أنا شاب عمري 23 عامًا، وهناك كلام يخطر في بالي دائمًا، وأخشى أن يكون اعتراضًا على حكم الله.
بكل صدق وأمانة، ودون أي مبالغة لا يوجد شيء فعلته إلا وأغلق الباب في وجهي -من علاقات، أو عمل، أو دراسة، أو مشاريع، أو صداقات، أو وضع مادي، أو سمعة، أو حب، حتى أبسط الأشياء وجدتها مغلقة في وجهي-، وأقسم أن الحياة أصبحت جحيمًا، فأسأل نفسي حينها: هل يعقل أن كل ما أفعله شر، وأن ما يحدث خير لي، كما قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ!؟
لا أستطيع أن أقتنع بهذا؛ لأن الحال التي وصلت لها مزرية جدًّا جدًّا، وحاولت مئات المرات أن أبدأ حياة جديدة، لكني أقسم بالله أن الفشل والحظ السيئ يلاحقني أين ما ذهبت.
أنا لا أتكلّم عن فشل، أو اثنين، أو ثلاثة، بل عن مئات المحاولات التي فشلت بها في كل شيء.
وعلى افتراض أنني حصلت عليه، أحصل عليه ناقصًا، وهذا بعد أن تنطفئ نار الشغف داخل قلبي، وأصبح كارهًا له.
أكاد أصاب بالجنون عندما أرى غيري ينجح، ويعيش حياة طبيعية وأنا لا أستطيع، ولا يوجد مهرب.
حياتي الاجتماعية أعاجيب، لا يمكن تصديقها، فهناك أشخاص حاولوا تلطيخ سمعتي، ونجحوا في ذلك، وأشخاص استغلّوا طيبة قلبي، فحطموا قلبي، وأشخاص كانوا أول من تركوني عندما دارت الدنيا عليّ، بعدما وقفت معهم في أسوأ حالاتهم، والناس ينفرون مني دون سبب.
في دراستي لم أستطع إكمالها بسبب وضعي المادي، وتقدّمت لعشرات المنح ورفضت، وتقدّمت لدورات تدريبية ورفضت، وتقدّمت للتدريبات المهنية ورفضت، وحاولت أن أبدأ مشروعي الخاص، وتقدّمت لأكثر من 33 منحة ريادية طيلة 4 سنوات، فرفضت من جميعها.
أقسم بالله أنني أحيانًا حتى وأنا بعيد عن البشر تأتيني المصائب، وفي أمور ليس لي أي علاقة بها، وأي شيء أقوم به دائمًا يفسّر بالظن السيئ!
أنا الآن وحيد في منزلي، تنصب عليّ الهموم، والمشاكل كسرت ظهري، وأصبت بوسواس قهري يأكل دماغي كل يوم، وأرق، وصداع دائم، وضيق تنفس، وحالتي الصحية سيئة، ومن نظر لي ظنّ أنه يتكلم مع رجل عمره 50 عامًا، دون أي مبالغة، فأين الخير في حياة مدمّرة في كل جوانبها؟