السؤال
مات زوجي إثر تناول جرعة كحول زائدة، ولم يكن شاربًا للخمر، بل كانت أول مرة يفعلها منذ زواجنا، وقد كان زوجي كريم الأخلاق، ودودًا، هينًا، لينًا، صبورًا على مصائب الدنيا، راضيًا بقضاء الله، محبوبًا من الجميع؛ حتى أنه كان يذكر الله أثناء احتضاره، فهل هذه الميتة من سوء الخاتمة؟ وزوجي لم يكن يصلي، فهل هو في النار؟ وهل أستطيع التخفيف عنه، أو إنقاذه؟ فقد أكرمني كثيرًا، وأتمنى أن أردّ جزءًا من فضله عليّ.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله الكريم الرؤوف الرحيم أن يرحم زوجك، ويغفر له، ويعفو عنه.
ولا شك في شناعة موتة من مات بسبب شربه للخمر، ولكن الأشنع من ذلك هو المداومة على ترك الصلاة حتى الموت؛ فإنَّ كبيرة ترك الصلاة أعظم ذنب يُعصى الله تعالى به بعد الشرك بالله، وإثم تارك الصلاة أعظم الإثم وأقبحه، بل إن تارك الصلاة تهاونًا وتكاسلًا، يعدّ كافرًا عند بعض أهل العلم، ولكن جمهور الفقهاء على أنه إذا لم يكن جاحدًا لوجوبها؛ فإنه لا يكفر، وإنما هو من جملة أصحاب الكبائر الذين من ماتوا منهم على التوحيد لا يشركون بالله شيئًا؛ فمآلهم إلى الجنة، وقد يعذّبون في النار على معاصيهم، لكنهم لا يخلّدون فيها، وقد لا يدخلون النار أصلًا بسبب شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي ادَّخرها لأّمته، وخصّ منهم أهل الكبائر، وقد تدركه رحمة أرحم الراحمين سبحانه وتعالى، إلى غير ذلك من الأسباب التي ذكرها العلماء، وانظري الفتويين التاليتين: 168097، 51247.
فإذا تقرر هذا؛ فيمكنك إيصال النفع إلى زوجك عن طريق الدعاء له، والتصدّق عنه، وهبة ثواب الأعمال الصالحة له؛ كقراءة القرآن، وكفالة الأيتام، وبناء المساجد، ونحو ذلك، وانظري الفتوى: 38175.
والله أعلم.