السؤال
عندما أنوي عمل شيء معين بقصد الأجر والثواب من الله حتى نثاب على أعمالنا كلها ولا تذهب حياتنا سدى أشعر في نفس التوقيت بوجود نية أخرى، مثال ذلك عندما أتودد إلى أهل زوجي بالهدايا بغرض أن أنال رضاه ومن قبله رضا الله تعالى في حسن تبعله تخطر ببالي فكرة أن أظهر بمظهر أحسن منهم، وأستعيذ بالله من هذه الأفكار، ولكني أحس أن عملي أحبط، وهكذا في أمور كثيرة حتى الصلاة والكلام مع الآخرين عن الدين بغرض التعلم أو الإرشاد أحس بداخلي أنني أتحدث بغرض أن أظهر بمظهر المتدين، ولكن ضميري يؤنبني على ذلك، ويعلم الله إنني أريد رضاه، ولكن يتدخل الشيطان بعقلي حتى أحسست أن كل أعمالي لا تقبل بسبب الرياء والنفاق، مع العلم بأن ذلك لا يجعلني أتوقف ولكن يشعرني بالإحباط وأقول إنني مهما فعلت فلن يقبله الله مني، ولكني سوف أفعل وليفعل الله ما يشاء، أحس بضيق كبير بسبب هذا حتى علاقتي وبري بأهلي مع حبي لهم الشديد، وتكون نيتي في البداية هي صلة الرحم ولكن يخطر ببالي أنني عندما أفعل ذلك ستحسن سيرتي بين أهلي الأمر الذي يقتلني من داخلي، أفيدوني يرحمكم الله.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الواجب عليك عند ابتداء أي عمل صالح حسن القصد والنية الصالحة، لأن الإخلاص من أهم الأسس التي يقوم عليها قبول العمل، فإذا أحسنت القصد ابتداء، وطرأت عليك بعض الخواطر، لتفسد عليك نيتك فاعلمي أن هذا مدخل للشيطان ليقطعك عن هذا العمل، فالواجب عليك مدافعة هذه الخواطر، وحينئذ فإنها لا تضرك، وراجعي لمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 30366، والفتوى رقم: 18265.
واعلمي أن ما يقع من حب الناس لك أو ثنائهم عليك لا يؤثر على الإخلاص، ما دام أصل النية قصد وجه الله تعالى، بل إن هذا الحب والثناء علامة خير لك، فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه؟ قال: تلك عاجل بشرى المؤمن. واعلمي كذلك أن من صفات المؤمنين أنهم يعملون الأعمال الصالحة، ويخافون أن لا تقبل منهم، روى الترمذي وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ(المؤمنون: من الآية60)، قالت عائشة: أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون، وهم يخافون أن لا يقبل منهم، أولئك يسارعون في الخيرات.
وقد أحسنت بارك الله فيك في الاستمرار في العمل وعدم تركه بسبب هذه الوساوس.
والله أعلم.