الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الواجب عليك عند ابتداء أي عمل صالح حسن القصد والنية الصالحة، لأن الإخلاص من أهم الأسس التي يقوم عليها قبول العمل، فإذا أحسنت القصد ابتداء، وطرأت عليك بعض الخواطر، لتفسد عليك نيتك فاعلمي أن هذا مدخل للشيطان ليقطعك عن هذا العمل، فالواجب عليك مدافعة هذه الخواطر، وحينئذ فإنها لا تضرك، وراجعي لمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 30366، والفتوى رقم: 18265.
واعلمي أن ما يقع من حب الناس لك أو ثنائهم عليك لا يؤثر على الإخلاص، ما دام أصل النية قصد وجه الله تعالى، بل إن هذا الحب والثناء علامة خير لك، فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه؟ قال: تلك عاجل بشرى المؤمن. واعلمي كذلك أن من صفات المؤمنين أنهم يعملون الأعمال الصالحة، ويخافون أن لا تقبل منهم، روى الترمذي وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ(المؤمنون: من الآية60)، قالت عائشة: أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون، وهم يخافون أن لا يقبل منهم، أولئك يسارعون في الخيرات.
وقد أحسنت بارك الله فيك في الاستمرار في العمل وعدم تركه بسبب هذه الوساوس.
والله أعلم.