السؤال
أنا واعد على نفسي أن أسبح عدة تسابيح كل ذكر مائة
هل يجوز أن أذكر وأنا أتحدث مع صديقي أو أتفرج على أخبار أو أستمع إلى قرآن وصلت إلى عدد معين تم تحدثت مع صديقي هل أكمل أو أبدأ من جديد مثلا وصلت 30 وتحدثت هل أكمل أو أبدأ من جديد
أنا واعد على نفسي أن أسبح عدة تسابيح كل ذكر مائة
هل يجوز أن أذكر وأنا أتحدث مع صديقي أو أتفرج على أخبار أو أستمع إلى قرآن وصلت إلى عدد معين تم تحدثت مع صديقي هل أكمل أو أبدأ من جديد مثلا وصلت 30 وتحدثت هل أكمل أو أبدأ من جديد
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن ذكر الله تعالى من أفضل القربات وأجلها، وذلك لكثرة الأدلة على ذلك من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومنها قول الحق سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (الأحزاب:41-42)
وقوله: وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (الأحزاب: 35)
وقوله: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ (آل عمران: 190-191)
ومن فوائده العظيمة طمأنة القلوب، قال سبحانه: أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (الرعد: 28) وهو علامة على حياة قلب صاحبه، ففي الحديث المتفق عليه عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت. والذكر وسيلة لجلاء القلوب، ففي الحديث: إن هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد إذا أصابه الماء، قيل يا رسول الله: وما جلاؤها؟ قال: كثرة ذكر الموت وتلاوة القرآن. رواه البيهقي.
وقد نص أهل العلم على أن من أفضل أنواع الذكر ذكر اللسان مع حضور القلب، فإن تجرد اللسان بالذكر فقط كان أدنى مراتبه.
قال النفراوي نقلا عن القاضي عياض: ذكر الله ضربان: ذكر بالقلب فقط، وذكر باللسان أي مع القلب، وذكر القلب نوعان، وهو أرفع الأذكار، وأجلها التفكر في عظمة الله وجلاله وآياته ومصنوعاته العلوية والسفلية. والثاني: ذكره تعالى بمعنى استحضاره بالقلب عند أمره ونهيه، والأول من هذين أفضل من الثاني، والثاني أفضل من الذكر باللسان، أي مع القلب، وأما الذكر بمجرد اللسان فهو أضعف الأذكار، وإن كان فيه ثواب، كما جاءت به الأخبار. اهـ.
ومن هذا تبين لك أخي أن ذكر اللسان فقط وانشغال القلب بأي شيء آخر من نحو ما ذكرت من أحاديث الزملاء أو الأخبار ونحوه، فهو وإن كان صاحبه يؤجر على شغل لسانه بذكر الله تعالى، لكن لا يبلغ درجة من يجمع ذكر اللسان والقلب معا.
أما بخصوص البناء على ما تقدم من الذكر في حال حصول قاطع، فهذا يفرق فيه فإن كان الشرع قد حدد عدد هذا الذكر كأذكار الصلوات مثلا، فهذا لا مانع من البناء على ما تقدم، وإن كان الشرع لم يحدد هذا الذكر، فتقييده بعدد معين ليس مرغوبا فيه، لأنه قد يؤدي إلى البدع والإحداث في الدين بما ليس منه.
وراجع الجواب: 631 والجواب: 36335.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني