السؤال
كانت لي صديقة من الطفولة، ولكن بعد دخولنا الجامعة افترقنا، وحدثت مواقف جعلتني لا أرتاح للتعامل معها، ولا أحبّ مرافقتها، كأن تقول لي: فلان قال عنكِ: أنكِ لم تعودي جميلة كما كنتِ، أو أن تتعمّد أن تكشف في تعليق على الفيسبوك عن رسوبي بمادة في الجامعة؛ لأنني لم أردّ على رسالتها، أو تقول لي: إنها لم تعلمني بخطبتها؛ لأنه كانت لديها أشياء أهم من إخباري، كفستان الخطبة، وأشياء أخرى يمكن أن تبدو صغيرة، لكنها كوّنت تراكمات لديّ، جعلتني لا أحبّ أن أحدثها؛ لأني في كل مرة أحاول تناسي ما يحدث، تقوم بعمل شيء جديد ينغّص عليّ تفكيري، ويذكّرني بما فعلته معي، ويشهد الله أني مع ذلك لم أتمنَّ لها السوء أبدًا، بل كنت أقف معها إذا علمت أنها بحاجة لمساعدة، لكني الآن أصبحت لا أقدر على بذل أي نوع من المشاعر تجاهها.
وآخر مرة حاولت فيها أن أصلح بيننا، رتّبنا مقابلة وتصالحنا، لكني وجدت نفسي غير مرتاحة بعدها، ولن أستطيع تحمّل موقف آخر معها، فلم أدعُها على عرس أخي، واتّخذت ذلك بداية لقطع علاقتي بها، فهل هذا يعدّ هجرًا محرمًا؟ مع العلم أنها ترمي بكلام عني في منشوراتها، ولكني أتجاهله؛ حتى لا أقع في جدال محرم، ويشًهد الله أني سامحتها أمامه، ولا أحمل في قلبي سوءًا لها، ولكني لا أريدها في حياتي مرة أخرى.