السؤال
منذ بضع سنين بدأت أنا ومجموعة من الشباب المتطوعين حملة جمع تبرعات، وكنا نشتري منها سلالًا غذائية للأسر المتعففة، وبدأنا مشروعنا بتبرعات ذاتية، وكنا مجهولي الهوية؛ حتى يكون عملنا بالسر، وفي السنوات الأخيرة توسعت دائرة التبرع، وبفضل الله غطينا أكبر عدد ممكن من الأسر، وبدأ الأقارب والأصدقاء يعرفون بمبادرتنا، وأعمالنا الخيرية، فلم نعد مجهولي الهوية، وأخاف أن يصيبني مثقال ذرة من الرياء، وتهلك كل أعمالي الخيرية، وأكتسب بدلها الإثم، فماذا أصنع؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فشكر الله لكم حرصكم على الخير، وإعلانكم هذا العمل أفضل من كتمانه -إن شاء الله-؛ لما يترتب عليه من المصالح الكثيرة، ومساهمة الناس فيه، ونفع المحتاجين بصورة أكبر.
وعليك أن تحرص على الإخلاص ما أمكن، وتنفي عن نفسك شوائب الرياء، باستحضار اطّلاع الله تعالى عليك، وأنه المجازي على هذا العمل، وألا تريد ثوابًا، ولا ثناء من أحد، وإنما تريد بعملك وجه الله لا غير.
واضرع إلى الله تعالى، وسَلْه بإلحاح وصدق أن يرزقك الإخلاص، ويجنّبك الرياء، لكن إياك وترك الخير خوفًا من الرياء، بل عليك أن تبذل الخير، وتحرص على تحصيل الإخلاص؛ محسنًا ظنك بالله تعالى، عالمًا أنه وحده هو الذي ينفع مدحه، ويضرّ ذمّه.
والله أعلم.