السؤال
جلسنا في جلسة تلاوة للقرآن أنا ومجموعة من الأصدقاء، وبعد أن فرغنا من تلاوة القرآن، اقترح أحدنا أن نصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر مرات صلاة جماعية، بصوت فيه خشوع لا تكلّف فيه، ولا إنكار، فقام أحدنا وقال: إن هذا لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل واحد يصلي في نفسه؛ فأنكر بعضنا هذا الرأي، وخاصة أننا كنا قد فعلناها مرارًا مع أنفسنا بصيغة جماعية، وكانت تملأ السكينة القلوب والطمأنينة، فما حكم ذلك؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فليس من السنة الذكر بصوت جماعي واحد، سواء كان الذكر صلاةً على النبي صلى الله عليه وسلم، أم تسبيحًا لله، أم تكبيرًا، أم غيره من الأذكار، وقد رأى عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- جماعة في حلقة وعليهم واحد يقول: سبحوا مائة، كبروا مائة، فأنكر عليهم -رضي الله عنه-، وقد ذكرنا قصتهم وإنكاره عليهم بشيء من التفصيل في الفتوى: 173453 بعنوان: الاجتماع على ذكر الله أمر مطلوب؛ لكن لا على صفة مبتدعة.
وكذا ما جاء في الفتوى: 140737 عن حكم الذكر الجماعي الجهري، وما في تلك الفتوى يصدق على ما تفعلونه من الذكر الجماعي بصوت واحد، ويغني عن الإعادة هنا؛ فانظرها.
فننصحكم بالاستمرار على ما أنتم عليه من مدارسة القرآن الكريم، والبُعد عن بدعة الذكر الجماعي بصوت واحد، واتبعوا ولا تبتدعوا.
والله أعلم.