السؤال
من هو الذي يسألنا في الآخرة؟ هل هو الله -عز وجل-؟ أم الله يعطي الملائكة الأسئلة، وهم يسألوننا؟ وهل هناك أدلة واضحة من السنة أو من القرآن الكريم؟
من هو الذي يسألنا في الآخرة؟ هل هو الله -عز وجل-؟ أم الله يعطي الملائكة الأسئلة، وهم يسألوننا؟ وهل هناك أدلة واضحة من السنة أو من القرآن الكريم؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
الذي يحاسب الخلائق يوم القيامة هو الله تعالى بنفسه الكريمة، وقد دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة، قال تعالى: وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ {الكهف:48}.
وفي الصحيحين من حديث عدي بن حاتم -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ما منكم أحد إلا سيكلمه رَبُّهُ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ، فَلاَ يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلِهِ، وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ، فَلاَ يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَلاَ يَرَى إِلَّا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَاتَّقُوا النَّارَ، وَلَوْ بشق تمرة.
وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه وَيَسْتُرُهُ، فَيَقُولُ: أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا، أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ، حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ، وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ هَلَكَ، قَالَ: سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ اليَوْمَ، فَيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ، وَأَمَّا الكَافِرُ وَالمُنَافِقُونَ، فَيَقُولُ الأَشْهَادُ: {هَؤُلاَءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود: 18].
وتحضر الملائكة هذا المشهد العظيم، فيشهدون على العباد بما عملوا، كما قال تعالى: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ {البقرة:210}.
والنصوص في هذا المعنى لا تحصى كثرة
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني