السؤال
أنا مصاب بمرض يؤثر على تركيزي وذاكرتي بشدة، وأتناول دواءً للصرع يسبّب لي غفلة وبُطْئًا في الاستجابة والإدراك، فربما أفعل أشياء وأنا ذاهل، أو أفعلها قاصدًا مدركًا لها، ولكني ذاهل وغافل تمامًا عن حكمها الشرعي، فهل تجوز أم لا؟ وقد تكون معصية، أو عدم إنكار قلبي لمنكر قد يكون كفرًا، أو شركًا بالله، ونحو ذلك مما لا يتصور أن ينساه أو يذهل عنه أحد، وربما أقرأ كتابًا فيه بعض المنكرات، أو ألعب لعبة فيها بعض المنكرات، وأنا أنوي تجاوز كل تلك المنكرات، أو إنكارها بقلبي، ولكن بسبب حالتي المرضية، أو الدواء، أو كلاهما معًا قد لا أفطن إلى أنها لا تجوز إلا بعد لحظات، فأتجاوز المنكرات فورًا، أو أنكر المنكر بقلبي فورًا عند تذكري، أو زوال غفلتي وذهولي، وهذا يحدث معي في الأشياء الدينية والدنيوية معًا، فربما أنسى صنبورًا مفتوحًا عدة مرات، أو أقرأ أشياء وأنساها، وهناك فتاوى في موقعكم قرأتها أكثر من عشرين مرة، وأسجّلها عندي في الكمبيوتر، وأقرأها عدة أيام، وبعد قراءتها أنساها، وأعيد قراءتها مرات أخرى، ثم أنساها ثانية، وهكذا، وأنا أعرف أن الخطأ والنسيان مرفوعان عن الأمة، ولكني قرأت في فتوى على موقعكم برقم: 154853 ما نصه: "وهذا كله فيما يتصور فيه الجهل والنسيان، وأما ما لا يتصور فيه ذلك -كسبّ الدين مثلًا-، فلا يكون ذلك عذرًا لفاعله"، وأنا في حالتي هذه قد أكون مدركًا لما أفعل، قاصدًا له، ولكني ذاهل عن الحكم الشرعي تمامًا، ليس أنه كفر أم لا، ولكن أذهل وأغفل وأنسى تمامًا أنه معصية لا تجوز، ويتباطأ فهمي وإدراكي عن ذلك، وربما لا أتذكّر، ولا تزول غفلتي، وأنسى الأمر بالكلية، ولا أدركه إلا بعد فترة طويلة، وهذا الأمر يقلّ عند تركي للدواء، ولكني لا أستطيع تركه بسبب حالتي المرضية، فهل أنا مؤاخذ على فعلي للمعصية، وإن كانت كفرًا في لحظات ذهولي وغفلتي الشديدة؟ فأنا مصاب بالرعب من التفكير في هذا الأمر؛ ومصاب كذلك بوسواس قهري، علمًا أن بعض أدوية الصرع مشهورة بتأثيرها على الذاكرة والإدراك، بل إن بعض من يتناولونها عندما يسألون عن أسمائهم يفكرون قليلًا قبل أن يستطيعوا تذكّر أسمائهم.