السؤال
أود أن أستفسر عن موضوع، وأرجو ممن يجيب سعة الصدر، وتقبل التفكر والتفكير. وإجابتي بإجابة منطقية قابلة للتطبيق، وليس فقط جواباً على سؤال.
عُرِف أنه في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم كان التصوير ببعدين:(رسم) أو بثلاثة (المجسم) وهو مضاهاة لخلق الله، وصنم؛ ولذلك حرم على من يقوم بهذا؛ لأنه لا يفعله إلا من بقي في قلبه ذرة شرك، فلا مبرر لها غير ذلك.
تغير الحال والزمان تغير، لم يعد هناك من يعبد الأصنام، ولم يعد هناك أصلا من يفكر بهذه الأشياء على أنها مضاهاة لخلق الله؛ فالنفس تنكر الأصنام منذ زمن بعيد. لا أحد ينظر لها ويقول في نفسه إنها صنم، وأنها تضاهي خلق الله.
ولعدم التشبه بهم، فنحن لا نقوم بتجسيم أو رسم روح. لكن هل هذا يمنع تعليم الرسم مثلاً؟ لا؛ لأن الرسم في حياتنا يستخدم في الجنائيات للتعرف على المجرمين.
فهو أداة كغيره من الأشياء، لها حدان، فكلٌ مسؤول عن نفسه. لا يجوز قول حرام، دون توضيح جوانب الموضوع، وإدخال المنطق.
الرسول صلى الله عليه وسلم، يسر ولم يعسر، وأشياء الماضي غير الحاضر والمستقبل.
التصوير الرقمي:
أرى من يقول حكما يحفظه ولا يتدارسه: فمن حرّم التصوير الرقمي، ألا يفكر بأن هذا ينزع الحياة ويغيرها جذريا، ليس سهلا قول الحكم، حياتنا كلها رقمية.
فإن كانت الصورة حراما إلا للضرورة، كصورة البطاقة الشخصية والخ. فماذا عن الفيديو، فهو صور متلاحقة، لا فرق فيها عن الصورة الثابتة. والفيديو بضغطة زر نوقفه فيصبح صورة، وبأخرى يتحرك، إذن أحصل على الكثير من الصور، فإن كانت الصورة حراما، فالفيديو حرام، واليوتيوب حرام، والفيسبوك حرام.
كل هذه وغيرها، وما نعيشه يحتوي على التصوير الرقمي بشكل مصغر أو كبير. فإن كان كل هذا حراما، إذن نحن نعيش في حرام ونحن لا ندري!
من المؤكد لا، العقل وتقوى الله تقول لا؛ لأن في حياتنا من الطبيعي وجود هذه الأشياء.
نحن لا نصور الفيديو والصور لمضاهاة خلق الله، لا أحد يخالجه شيء من هذا التفكير، نعكس ما خلق الله فقط، لم نأت بشيء جديد، خلق الله بقي نفسه. حتى الشيخ نفسه الذي يقول هذا الكلام، هل هو قادر على تنفيذه؟ لا؛ لأنه داخل في جميع أشياء حياته، وقوله تعسير للحياة الطبيعية وتكريه للناس بدينهم. وديننا الحنيف أتى ليسهل على الناس لا ليعسر عليهم.
هل يُعقل إن قام الأهل بتصوير طفلهم منذ ولادته؛ لكي عندما يكبر، ينظرون للصور على أنها تضاهي خلق الله، أم إنها تعكس خلق الله نفسه.
أرجو التوضيح بالتطبيق.