السؤال
لماذا اختار الله تعالى سورة الفاتحة ليتم قراءتها في كل صلاة ولا تصح الصلاة إذا لم يقرأها المصلي؟ أو ما فضل سورة الفاتحة بالذات ليتم اختيارها لنقيم بها كل صلاة؟
لماذا اختار الله تعالى سورة الفاتحة ليتم قراءتها في كل صلاة ولا تصح الصلاة إذا لم يقرأها المصلي؟ أو ما فضل سورة الفاتحة بالذات ليتم اختيارها لنقيم بها كل صلاة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإنه لا ينبغي السؤال عن أحكام الله تعالى بهذه الصيغة "لماذا اختار..؟" ذلك أن الله تعالى لا يسأل عما يفعل، وهو سبحانه يخلق ما يشاء ويختار، وبإمكان المسلم أن يسأل فيقول: ما هي الحكمة من اختيار الله تعالى لكذا وكذا؟ فإن أجيب فبها ونعمت، وإلا سلّم لأمر الله ظاهرا وباطنا. فإذا تقرر هذا، فاعلم أن الفاتحة أعظم سور القرآن، صح بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما روى البخاري، وهي أم الكتاب لأنها أوله، ومتضمنة لجميع علومه، وهي كذلك القرآن العظيم لتضمنها جميع علوم القرآن، وذلك لأنها تشتمل على الثناء لله عز وجل، وعلى الأمر بالعبادات والإخلاص فيها والاعتراف بالعجز عن القيام بشيء منها إلا بإعانته سبحانه، وعلى الابتهال إليه في الهداية إلى الصراط المستقيم وكفاية أحوال الناكثين.. والقرآن لا يخرج عن هذه المقاصد، فهذا بعض فضل سورة الفاتحة، وننصح الأخ السائل بمراجعة تفسير الإمام القرطبي لسورة الفاتحة للوقوف على فضلها ومعانيها. والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني