السؤال
أحبّ أن أروي معاناتي مع زوجي، طالبة منكم نصيحة.
ابتليت بزوج عاصٍ، لم أكن أعلم درجة عصيانه إلا بعد الزواج بفترة قصيرة جدًّا، فلم يفي بأيّ من حقوقي، ولم يكن يعاشرني، وكان يرفضني، وكنت أطالب بحقي، فكان يخبرني أن الجنس ليس أمرًا ملزمًا، ويتركني في البيت ويكذب عليّ، ويتحدث مع النساء، ويشرب ويدخن الحشيش، وكنت كل يوم تعيسة، وكنت أغتسل وألبس أفضل الملابس، وأرتّب له الغرفة، وأعطّرها له؛ حتى يأتي إلى البيت ويشعر بالراحة النفسية، لكنه كان يأتي ولا ينظر إليّ.
حاولت بشتى الطرق أن أتحدث معه وأسأله هل هناك ما يزعجه، لكنه لم يتحدث إلى هذا اليوم، وكنت أتحمل أمّه التي تتدخل في أمورنا، وتجلس وتنام على فراشنا الزوجي، وعندما ترى أننا على الفراش وفي الظلام، تدخل الغرفة بكل وقاحة، وتجلس بيننا، وأموت أنا من الخجل!
كنت أعاني على الفراش كل ليلة من الألم الشديد -ألم أكل روحي، وقلبي، وحياتي-، وتعبت نفسيًّا، وكنت أتحسب عليهم كل يوم؛ حتى جاء ذلك اليوم الذي شككت فيه ودخلت حسابه، ورأيت أشياء يا ليتني لم أرها، رأيته يتحدث عني عند النساء، ويخبر إحداهنّ أنه لا يريد تركي؛ لأني أثير شفقته، وأني يتيمة بلا أم، وأنا يشهد الله أني لم أضرّه، ولم أُرِد غير الحضن الدافئ، والستر، والاستقرار، وواجهته؛ فطلقني دون رحمة، وحمل أغراضي في كيس قمامة، وجاء بها إلى منزل أبي، وانتظرته كل يوم لينظر إليّ!
لقد ظلمني ظلمًا شديدًا، وأنا الآن مطلقة، لكن القهر لا زال في قلبي، فماذا أفعل؟ والذي يؤلمني أكثر أن أمّه تعلم ما كان يفعل، لكنها لم تسمعني، وحسبي الله ونعم الوكيل.