السؤال
أنا فتاة أدرس في أمريكا. الدراسة هنا مكلفة جدا. أبي لن يقدر على تكاليف السنة القادمة من الجامعة.
الحل الوحيد لتحسين وضعي المادي هو الزواج؛ لكي أحصل على أوراق، وبالتالي يسهل علي جدا الحصول على الوظيفة حتى قبل التخرج. وحتى إذا تخرجت من الصعب جدا أن أجد عملا في هذه الوضعية. وللعلم أبي كلفته دراستي تقريبا كل ما لديه، فمن الضروري أن أجد عملا مناسبا لمساعدته.
فهل في هذه الحالةً يجوز لي الزواج فقط في الأوراق، من مسيحي؛ لتسوية وضعيتي. لن أعاشره، ولن أدفع له المال؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا أولا نشكرك على شفقتك على والدك، وحرصك على تخفيف العبء عليه، بل والسعي في مساعدته؛ فجزاك الله خيرا.
واعلمي أن الزواج الصوري، والذي يقصد به تحقيق مثل هذه المصالح الدنيوية، لا يجوز المصير إليه ابتداء، وقد صدر بذلك قرار من مجمع فقهاء الشريعة في أمريكا، ضمناه الفتوى ذات الرقم:96241.
فإذا انضم إلى ذلك كون هذا الزواج سيكون من رجل نصراني، كان هذا محذورا آخر؛ فزواج المرأة المسلمة من الكافر - كتابيا كان أم غير كتابي- محرم شرعا، وهذا محل اتفاق بين الفقهاء.
قال ابن قدامة في الشرح الكبير: (مسألة): (ولا يحل لمسلمة نكاح كافر بحال)؛ لقول الله تعالى: (ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا) ولقوله سبحانه: (لا هن حل لهم) ولا نعلم خلافا في ذلك. اهـ.
وقد يترتب على ذلك أن يتسلط هذا الرجل عليك بدعوى أنه زوج لك، وتؤيده القوانين في ذلك. فيتأكد إذن المنع من إقدامك على هذا الفعل.
وبدلا من هذا ابحثي عن رجل مسلم صالح؛ ليتزوجك زواجا يقصد به ديمومة الحياة الزوجية، واستعيني بالثقات من إخوانك المسلمين في المراكز الإسلامية وغيرها.
والله أعلم.