السؤال
لقد سرقت، وغير قادر على رد ما سرقته؛ خوفا من الفضيحة. وأنا أعلم بعض الأشخاص الذين سرقت منهم، والبعض الآخر لا أعلم عنه شيئا، لكني عزمت على التوبة، بعد أن علمت عن شيء اسمه رد المظالم، حتى يتقبل الله مني التوبة، لكني لا أقدر على رد المبالغ مرة واحدة؛ لأنها كثيرة، أي في حدود ستة آلاف جنيه، بمجموع كل ما سرقته، لكن ظروف الحياة أعجزتني عن رد تلك المبالغ لأصحابها.
هل لي من توبة بعد أن ندمت على ما فعلت، أم سيرفضني الله من باب رحمته؟
أرجو منكم فتوى، حتى أستريح، وأنا الآن ماش على الصراط المستقيم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي تاب عليك من هذا الذنب العظيم، واعلم أنه لا تكمل توبتك، ويزول عنك إثم السرقة بالكلية، حتى ترد الحقوق إلى أصحابها. فمن علمته منهم، فعليك رد الحق إليه، ولا يجب عليك إخباره بحقيقة الحال، بل يجوز لك رده بطريق لا يحصل لك معها ضرر، وانظر الفتوى رقم: 241102.
وأما من جهلتهم، فتتصدق بمقدار المسروق عنهم. فإن عجزت عن رد الحقوق، فعليك أن تستحل أصحابها. فإن أحلوك؛ برئت ذمتك. وإن لم يحلوك؛ بقي هذا المال دينا في ذمتك، ثم إن مت قبل الأداء، وكنت صادقا في نية رد الأموال لأصحابها؛ فإن الله تعالى بمنه وكرمه يؤدي عنك، وانظر الفتوى رقم: 114435. وما تضمنته من إحالات.
والله أعلم.