السؤال
يقول الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في شرحه الممتع على زاد المستنقع: قوله: «ولا يجوز تصديرهم في المجالس» أي: لا يجوز أن يكونوا في صدر المجلس، بل في آخره، هذا عند ابتداء الجلوس لا إشكال فيه، أي: إذا دخل جماعة من المسلمين، ومعهم أحد من أهل الذمة، فإنه لا يمكن أن يتقدم أهل الذمة حتى يكونوا في صدر المجلس؛ لأن صدر المجلس إنما هو لأشراف القوم وأسيادهم، وهم ليسوا من أهل الشرف والسيادة.
لكن إذا كانوا في مجلس جالسين، ثم دخل جماعة من المسلمين. هل يُقَامُون من صدر المجلس؟
الجواب: نعم، إذا كان المجلس عاماً، أما إذا كان المجلس بيتاً لهم، فهم في بيوتهم أحرار، وإن كان عامّاً فإنهم لا يصدرون في المجالس؛ لأن الإسلام هو الذي له الشرف، وهو الذي يعلو ولا يُعلى عليه. انتهى.
فلم أفهم ذلك؟ أي أنني إذا دخلت محاضرة مثلاً في الجامعة، ووجدت طالبة مسيحية -أكثر مني اجتهاداً والتزاماً- قد أتت مبكرة وجلست في الصف الأمامي. أيكون من حقي، بل ربما من واجبي أيضاً أن أجعلها تقوم من مكانها وتتركه لي، وأنا التي أتيت متأخرة وجعلتها تسبقني؟! أو ليس حقها أسبق؟ كما نص غير واحد من أهل العلم، على أنه لا يجوز للذمي تعلية داره على جاره المسلم، ولا حتى مساواته؛ لأن الإسلام يعلو ولا يعلى عليه، ولكنهم قالوا أيضاً إنه لو ملك داراً عالية لم يكلف هدمها؛ لأن حقه أسبق.
فأفتوني مأجورين.