الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا تطالبين شرعا بإقامة الطالبة النصرانية التي سبقتك إلى مقعد الدراسة في الجامعة من مكانها، وكثير من الأحكام التي ذكرها الفقهاء في كيفية معاملة أهل الذمة ووجوب تمييزهم عن المسلمين، والمبنية على ما جاء في الكتاب أو السنة، أو فعل الصحابة، كثير من تلك الأحكام يتعذر في هذا العصر المطالبة بها في بلاد المسلمين، فضلا عن تطبيقها، ومن تلك الأحكام الذي ذكرها الفقهاء منع تصديرهم في المجالس؛ لأن فيه تعظيما لهم، وقد حُكِمَ عليهم شرعا بالصغار.
ومن المعلوم أننا في عصر استُبدل فيه مفهوم أهل الذمة بمفهوم المواطنة، ولا يعامل فيه أهل الذمة بالصغار، وصاروا كالمسلين سواء، وقويت شوكتهم في كثير من بلاد المسلمين، ويستعينون بأهل ملتهم في الدول القوية، ولم يعد لكثير من أحكام أهل الذمة عليهم من سبيل، وصاروا يتقلدون المناصب الكبار والصغار كالمسلمين سواء، فلا يطالبُ المسلم في مثل هذه الحال بأن يقيم الواحد منهم من المجلس، وقد قال الله تعالى: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا. {سورة البقرة: 186}.
والله تعالى أعلم.