السؤال
أولًا: جزاكم الله خيرًا على ما تقدمونه من فائدة للإسلام والمسلمين.
إخوتي في الله: أكتب سؤالي، ويعلم الله ما في قلبي من همّ وغمّ وقلق، وأسأل الله العظيم أن يطمئن من يطمئنني، وأن يسعد قلبه في الدنيا والآخرة. لدي سؤال كل سعادتي متوقفة عليه، وآمالي، وسعادتي، ولن أطمئن أو أرتاح حتى تجيبوني وتطمئنوني. إخوتي في الله: لا يوجد عندي إلا أمنية واحدة -أسأل الله تبارك اسمه أن يحققها لي- وهي أن يجمعني مع أختي، وأمي، وأبي في الجنة، وأن لا يصرف أختي وأحبتي عن نظري، ولو جزءًا من ثانية، وأخشى لو دخلت الجنة -أنا وأختي وأمي وأبي- أن ينشغل كل منا بنعيمه، ولا نلتقي كثيرًا. أنا أعلم أن الأحبة تلتقي في الجنة -بفضل الله-، لكن سؤالي هو: هل يمكنني أن أرى أختي، وأمي، وأبي في كل وقت في الجنة، أي: يكون وقتي كله في الجنة معهم، ولا ينصرفون عني، ولو ثانية في الجنة. أرجو أن تجيبوني -جزاكم الله خيرًا، وشكرًا لكم-.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمن تمام نعيم أهل الجنة أن يجمع الله عز وجل شمل العائلة الواحدة، فيلحق من قصر به عمله في درجته بمن سبقه في الدرجات، وسبق أن بينا ذلك في الفتوى رقم: 63913. ويمكن أن يتحقق لك ما تقرّ به عينك من رؤية الأحباء من والديك، وإخوتك، فقد قال تعالى عن الجنة: وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {الزخرف:71}، ولكن لا ينبغي أن تشغل فكرك بمثل هذه الدقائق من شأن أهل الجنة إلى هذا الحد من القلق والتوتر والهم والقلق، بل اصرف همتك إلى ما يكون سببًا لدخولك الجنة، ومباعدتك عن النار، فإن دخلت الجنة، ونجوت من النار، فأنت الفائز، كما قال تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ {آل عمران:185}.
والله أعلم.