الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمن تمام نعيم أهل الجنة أن يجمع الله عز وجل شمل العائلة الواحدة، فيلحق من قصر به عمله في درجته بمن سبقه في الدرجات، وسبق أن بينا ذلك في الفتوى رقم: 63913. ويمكن أن يتحقق لك ما تقرّ به عينك من رؤية الأحباء من والديك، وإخوتك، فقد قال تعالى عن الجنة: وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {الزخرف:71}، ولكن لا ينبغي أن تشغل فكرك بمثل هذه الدقائق من شأن أهل الجنة إلى هذا الحد من القلق والتوتر والهم والقلق، بل اصرف همتك إلى ما يكون سببًا لدخولك الجنة، ومباعدتك عن النار، فإن دخلت الجنة، ونجوت من النار، فأنت الفائز، كما قال تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ {آل عمران:185}.
والله أعلم.