السؤال
جرت العادة في بعض البلاد أن الولد يقبل يد والده أو والدته، ويضع اليد على جبينه بعد التقبيل من باب الاحترام.
وقد قرأتُ وسمعت لبعض العلماء بإباحة ذلك؛ لعدم وجود ما يمنع شرعاً، والأصل الإباحة، وهذه عادة لا تتعارض مع الشرع، بشرط ألا يعتقد تبركاً أو نحو ذلك.
لكن أيضاً هناك من منع ذلك من العلماء، وعدَّه من السجود لغير الله.
فما الفتوى عندكم في ذلك؟
جزاكم الله خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما تقبيل يد الوالدين، فقد سبق بيان ما نرجحه في حكمه، وذلك في الفتويين: 13930، 43760. وأما وضع يديهما على الجبهة بعد تقبيلهما، فهذا مما ينهى عنه، لعدم ورود ما يفيد مشروعيته من السنة والآثار، ثم لكون ذلك يشبه السجود.
وقد سئل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ -كما في فتاوى الشيخ ورسائله 1 / 109- عن الانحناء، ووضع اليد على الجبهة؟ فقال: الانحناء عند السلام حرام، إذا قصد به التحية. وأَما إن قصد به العبادة، فكفر. ووضع اليد على الجبهة مثل السجود، ويدخل في الشرك. اهـ. وقال الشيخ ابن باز: أما السجود على اليد، كونه يسجد على اليد ويضع جبهته على اليد، هذا السجود محرم، ويسميه أهل العلم السجدة الصغرى، هذا لا يجوز، كونه يضع جبهته على يد الإنسان سجوداً عليها، لا يجوز. اهـ. (من فتاوى نور على الدرب).
وبنحو ذلك أفتى الشيخ الألباني، وقال: لا يجوز أن يقترن مع التقبيل ما يشبه السجود. اهـ. وقال الشيخ عبد المحسن العباد: وضع اليد على الجبين لا نعلم له أصلاً، فلا يفعل. اهـ.
والله أعلم.