السؤال
هل يتقبل الله التوبة والدعاء من شخص كان يعمل السيئات؟
لن أطيل عليكم، ولكن أريد أن أخبركم بقصة هذا الشخص بالتفصيل: فهذا الشخص كان يعمل السيئات والمعاصي بمشاهدة المحرمات على الحساب الآلي، وقد كان في بلاد أجنبية لا تطبق الشريعة الإسلامية، ثم كشف الأمن (الشرطة) أنه كان ينظر إلى أفلام غير قانونية (جنسية)، وأتوا إليه، ثم ألقوا القبض عليه، وفي التحقيق أنكر، أو كذب عليهم؛ للستر، والخوف من الحبس، وقد أعطى أسماء أشخاص، ولكن ليس بالكامل حتى لا يوقعهم في مشكلة، والبعض ليسوا موجودين أصلًا في تلك البلاد، فقد رحلوا منها.
وبعد التحقيق تاب توبة نصوحًا، وندم على ما فعله من ذنوب، ويدعو الله أن ينجيه من الأمن، والعودة إلى بلده، فهل يقبل الله توبته ودعاءه بأن ينقذه من شرهم، والعودة إلى بلده؟ وهل هذا انتقام من الله؟ وكيف يرفع عنه الانتقام؟ وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالتوبة مقبولة من كل من جاء بها على وجهها، مستوفية شروطها من الإقلاع عن الذنب، والعزم على عدم معاودته، والندم على فعله، ولبيان سبل تحصيل الندم، انظر الفتوى رقم: 134518.
فمن تاب توبة نصوحًا؛ تاب الله عليه، مهما كان ذنبه عظيمًا، قال الله: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ {الشورى:25}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب، كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.
وبه تعلم أن هذا الشخص إن كان تاب توبة نصوحًا، فتوبته مقبولة، والإثم مرفوع عنه -إن شاء الله-.
وما أصابه من البلاء، فربما كان تمحيصًا واختبارًا من الله تعالى، فليصبر عليه، وليجتهد في الدعاء.
ولا إثم عليه في إنكار ارتكابه هذا الذنب، إن كان تائبا توبة نصوحًا، ولتنظر الفتوى رقم: 191615.
والله أعلم.