الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يباح الربا عند غلاء الأسعار

السؤال

قرأت جميع الموضوعات عن الربا، لكن مع الظروف التي نمر بها الآن والغلاء الفاحش، هل الفائدة على رأس المال تكون ربا، ومع أن رأس المال ينقص لأن السلع تغلو جدا يوما عن يوم، يعني أقدر أن أشتريه اليوم وغدا يغلو جدا، الأسعار غير ثابتة، ولو أردت أن أحتفظ بمبلغ في البنك كي أشتري شيئا معينا بعد فترة، الشيء ثمنه يغلو ويصبح رأس المال ناقصا، أرجو أن تكونوا فهمتوني

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الله تعالى حرم المعاملة بالربا تحريماً قطعياً مع الوعيد الشديد، حيث قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ [البقرة:278-279]. وفي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه. وفي سنن ابن ماجه وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الربا سبعون حوباً، أيسرها أن ينكح الرجل أمه وصححه الشيخ الألباني. وفي شرح سنن ابن ماجه الحوب: الذنب، ومنه قوله تعالى: إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً. وعليه، فإن الربا لا يبيحه غلاء الأسعار، بل على مَن يخشى الفقر ويخافه أن يتقي الله تعالى، فإنه هو المغلي والمرخص وهو الرازق، وسيجعل المخرج الحسن لمن اتقاه، كما قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3]. ويمكن الرجوع إلى الفتوى رقم: 24507. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني