السؤال
-حفظكم الله- هل يمكن أن يكون المسلم قويا في جانب، ضعيفا في آخر، فمثلا دخل قلبي حزن شديد، وصورت لي نفسي أنّي لست من أهل القيم، وأني ضعيف. لماذا؟ لأنّي لم أتمكن من التكلم بالعربية الفصحى؛ لأن ذلك شق علي، صراحة خفت من سخرية الناس، خصوصا في مجتمعنا، فقلت: ما دام ليس واجبا، أدافع عن نفسي سخرية الناس، ولكني قوي في أمور أخرى، فأنا قوي في دراستي، وأريد نفع المسلمين بها.
فهل يمكن هذا؟
وأنا قوي ولله الحمد في طلب العلم. فهل يمكن هذا؟
أرجوكم أريحوني.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمن رحمة الله بعباده أن نوَّع طرق الخير، وأبواب البر، ليأخذ كل من أعانته نفسه على باب منها بنصيب، والناس يتفاوتون في ذلك، فمنهم من يفتح عليه في باب الصلاة، ومنهم من يفتح عليه في باب الصيام، ومنهم من يفتح عليه في باب طلب العلم وهكذا، ولا يلزم أن يكون المسلم قويا في كل أبواب الخير، وطرق البر، فمن فتح له باب خير فليلزمه، وليدخل على الله تعالى منه؛ فإن في ذلك الخير الكثير، وليسدد وليقارب فيما عدا ذلك، وليبذل وسعه لتحسين نفسه وتقويتها في سائر أبواب الخير، ومن أدمن طرق الباب ولج.
فهون عليك أيها الأخ الكريم، فلا يقدح في كمال إيمانك، عجزك عن التحدث بالعربية الفصحى مثلا، ولكن ينبغي أن تجد في التعلم حتى تتقن ما لست له متقنا؛ ليعينك ذلك على مزيد فهم لكتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، واجتهد في الدعاء بأن يوفقك الله، ويعينك على تكميل ما عسى أن يكون من نقص.
والله أعلم.