الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مَن تاب من المحادثات الجنسية هل لا بد أن يُبتلى في عِرضه؟

السؤال

منذ أكثر من أربع سنوات أدمنت مشاهدة المواقع الإباحية، والأفلام الخليعة، وكنت أتحدث في الشات محادثات جنسية مع الفتيات برغبتهن، فهل مشاهدة الأفلام الإباحية، والمحادثات الجنسية قد تجعل والدتي تقع فيها من باب: كما تدين تدان؟ أريد أن أطلب العفو من هذه الفتيات، فأنا نادم، وأريد التوبة، وأحيانًا أقول لنفسي: إن ذنوبي التي وقعت فيها لن تغفر، وإن الله سيعاقبني، وأخاف على أمي وأخواتي أن يتعرضن لمكروه نتيجة ما فعلته، فهل تقبل توبتي أم لا؟ وهل لي توبة أم لا؟ وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فباب التوبة مفتوح، لا يغلق في وجه أحد حتى تطلع الشمس من مغربها، فعليك أن تتوب إلى الله تعالى من هذه الذنوب بأن تقلع عنها فورًا، وتعزم على عدم العودة إليها، وتندم على ما اقترفته منها، ولا يجب عليك أن تبحث عن هؤلاء الفتيات لاستحلالهن، وإنما يجب عليك أن تستقيم على الشرع، وتجاهد نفسك على ترك المعاصي، وأنت إذا تبت توبة نصوحًا فلن تتضرر لا أنت ولا أحد من أهلك بسبب هذه الذنوب، فإن التائب لا يعاقب لا في الدنيا ولا في الآخرة، ولن تتعرض أمك أو أخواتك لشيء من ذلك ـ إن شاء الله ـ ولا يلزم أن يفعلن مثلما فعلت، فاستعن بالله، وأقبل عليه، واصحب أهل الخير والصلاح، واترك الفكرة في هذه الأمور، واحرس خواطرك عن هذه الأشياء، فإن حراسة الخواطر أصل عظيم في استقامة الجوارح، وانظر الفتوى رقم: 150491.

وأكثر من ذكر الله تعالى، واللجأ إليه، ودعائه أن يثبتك على الإيمان، وحافظ على الفرائض، واجتهد في فعل النوافل، وابتعد عن الأسباب التي من شأنها أن توقعك في هذا المحظور، وثق بعفو الله، وكرمه، وسعة رحمته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني