السؤال
ما حكم مجالسة الوالدين، مع وجود المنكر؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فحقّ الوالدين على الولد عظيم، وبرهما من أوجب الواجبات، ومن أعظم القربات، ولا يسقط حقّهما بوقوعهما في المعاصي والمنكرات، فإن الله قد أمر بمصاحبة الوالدين بالمعروف ولو كانا مشركين يأمران ولدهما بالشرك، لكن إذا كان الوالدان على معصية ظاهرة، فلا تجوز مجالستهم على تلك الحال.
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: أما مجالسته مع فعل المنكر فلا تجوز، حتى لو كان أباك أو أمك، وأما مجالسته على غير هذا المنكر، فلا بأس.. لقاء الباب المفتوح - (54 / 23)
وإذا كان الوالدان على منكر يمكن للولد اجتنابه، وعدم مشاركتهما فيه حال الجلوس معهما، وأرادا منه الجلوس معهما، فتجوز له مجالستهما مع اجتناب المنكر.
فقد جاء في الآداب الشرعية لابن مفلح -رحمه الله-: وسأله عن رجل يكون له والد يكون جالسا في بيت مفروش بالديباج، يدعوه ليدخل عليه. قال: لا يدخل عليه، قلت: يا أبا عبد الله؛ والده ألا يدخل عليه؟ قال: يلف البساط من تحت رجليه، ويدخل. اهـ.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني