الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب الأخ تجاه أخيه الذي يسبه ويسب أمه

السؤال

كيف أتعامل مع أخي الكبير ـ وعمره 25 ـ الذي يسب ويلعن أمي، وعندما أخبر أبي فإنه لا يفعل شيئا ويقول لي دعه يسب إلى يوم القيامة فهذا ليس من شأنك ولن يضرك؟ وأحيانا يسبني؟ وماذا أفعل إذا سبني؟ وهل إذا تركته أعتبر لا أغار ولست برجل؟ وهل أضربه؟ أم أشتكيه لأحد الأقارب؟ وأين أذهب لحل هذه المشكلة؟ أريد الثأر لأمي ولنفسي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأخوك هذا -هداه الله- على خطر عظيم، فإن سبه لأمك من أكبر الكبائر ـ والعياذ بالله ـ فعليك أن تنصحه وتبين له خطر ما يفعله، وأنه بذلك يسخط ربه تبارك وتعالى ويعرض نفسه لعقوبته الأليمة، فإن استجاب وإلا فارفع أمره لمن يمكنه ردعه عن هذا الفعل المنكر الذميم، فإن لم يكن أبوك يستطيع ردعه وكان غيره من قرابتك أو غيرهم يستطيع كفه عن هذا المنكر فارفع الأمر إليه ليردع أخاك عن هذه الأفعال الذميمة، وأما أنت فإن انتصرت لنفسك بقدر ما يظلمك ويؤذيك فلا حرج، وإن عفوت وصفحت واكتفيت بنصحه وتذكيره بالله تعالى فهو أولى، لقوله تعالى: وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ {الشورى:43}.

فإن لم يرتدع وأصر على عدوانه وأفعاله الذميمة فيجوز لك هجره لعله يرتدع وينزجر، كما يجوز لأمك هجره حتى يتوب ويتقي الله تعالى، وانظر الفتوى رقم: 318250.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني