السؤال
كنت أتناقش مع أحد الناس عن الإيمان. فقلت إن الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. فأنا قلت له: إنني مثلا لو رأيت إنسانا يعصي الله فهذا دليل على أن لدى هذا الشخص ضعفا في الإيمان، أو نقصا في الإيمان. فرد علي: لا، كلامك غير صحيح أنت لا تستطيع الحكم على الناس بالمظاهر، أنت ليس بيدك الجنة والنار حتى تحكم، فأنا قلت لست أنا الذي قلت هذا الكلام إنما الله ورسوله. ونحن نأخذ الأحكام والشرائع من الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم. فيقول يمكن هذا الشخص أقوى إيمانا عند الله منك، يمكن يكون بارا بوالديه. فأنا أرد عليه أني لم أقل إنه غير مؤمن بالكلية، ولكن نقص إيمانه عند فعل هذه المعصية استنادا إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم إن الايمان ينقص بالمعصية. فلو كان مؤمنا بالله إيمانا كافيا وكاملا لما تجرأ أن يفعل المعصية؛ لأن من أسماء الله الرقيب الحفيظ المحيط العليم الخبير البصير. فلو كان مؤمنا متيقنا بأن الله كذلك لما تجرأ واستطاع أن يفعل المعصية. ومعلوم أن أعمال القلب هي الأساس وما الجوارح إلا آثار لما وقع في القلب من قرارات، وكذلك بكلامه هو يقصد النية. فالنية إذا نواها شخص ولم يظهر أي شي لا بقول ولا بفعل فهنا أبدا لا نستطيع أن نحكم عليه.
مثال: من كان يجلس معك في جلسة وفي نفس الجلسة نوى أن يصوم غدا، ولم يقل أي شيء أو يفعل، فهنا لا نستطيع أن نحكم أبدا، لكن في صباح اليوم التالي قدمنا له الإفطار فما أفطر، والغداء فلم يأكل، فهنا نستطيع أن نقول لعل الرجل على نيته، فهنا شككنا بالحكم لأنه يمكن أن يكون مريضا أو لديه عذر أو صائم؛ لأنه ليس لدينا حكم صحيح قاطع نثق به، نقول إنه صائم. لكن نحن حكمنا حكما صارما قاطعا على أن من عصى الله فهذا دليل على ضعف في الإيمان؛ لأن الحكم أتى من الحكيم الخبير على لسان أصدق الخلق عليه الصلاة والسلام . والله أعلم، فهل ردي وكلامي صحيح أم رده هو الصحيح؟
الله يجزيكم عني وعن المسلمين خير الجزاء.